شوارع طرابلس تحولت إلى منصة رئيسية لعروض الموضة في لبنان، حيث أصبحت معرضًا حيًا للأزياء الإبداعية.
تحوّل جلسات تصوير الموضة إلى فرصة فنية تعزز التفاعل بين المدن والأزياء، حيث تبرز الخلفيات الحقيقية للمكان لتعكس الإرث الثقافي والأصالة. في هذا السياق، اختار المخرج الإبداعي جوزيف حنّا مدينة طرابلس اللبنانية كمساحة إبداعية، مزجًا بين تراثها العريق وروح الحداثة، ليسلط الضوء على القصص البصرية التي تتجاوز الكمال التقليدي، وتعيد تعريف الموضة كوسيلة للاحتفاء بالهوية والصمود.
جلسات تصوير الموضة في طرابلس: استكشاف الإرث والإبداع
في مقابلة مع CNN، كشف جوزيف حنّا عن أسباب اختياره لطرابلس كخلفية لجلسة تصويره الجديدة، مشددًا على أن المدينة تمثل مزيجًا فريدًا من التاريخ والحيوية اليومية. بدأت الفكرة من زياراته الشخصية، حيث جذبته دفء سكانها وكرمهم، مما دفعته لدمج هذه العناصر مع تصاميم مستوحاة من المستقبل والإلهامات العربية والأوروبية التقليدية. نتج عن ذلك 11 إطلالة فريدة، تعكس فلسفة “حرية الوجود”، حيث يؤكد حنّا على أهمية التعبير عن الشخصية دون قيود. بالتعاون مع منسق الأزياء جورج شمعون، تم تصوير الجلسة في أحياء طرابلس الأصيلة، مثل الأسواق القديمة والشوارع الضيقة، ليحول المدينة إلى جزء حي من القصة. استمرت الجلسة لعشر ساعات، واجهت تحديات مثل تفاعل السكان، لكن ذلك تحول إلى دعم إيجابي، حيث شارك المحليون بكرمهم ومشاركتهم. هذا النهج أعاد رسم صورة طرابلس، محطمًا التصورات النمطية ومؤكدًا أن الجمال ينبع من الواقعية.
فن تصوير الأزياء في السياق الثقافي
يمثل هذا المشروع حوارًا بين الفخامة والشارع، حيث لعبت ألوان الجدران القديمة وأجواء المدينة دورًا أساسيًا في تعزيز أناقة الملابس. حرص حنّا على تسريحات شعر ومكياج تتناسب مع شخصيات العارضين، مما جعل الموضة تعكس جوهر طرابلس كرمز للجذور والفردية. بالإضافة إلى ذلك، أكد حنّا أن اختياره لهذه الخلفيات غير المصقولة كان ليكشف عن الثقافة الحقيقية للمدينة، محولًا التصوير إلى سرد يجمع بين الماضي والمستقبل. في الختام، يتطلع حنّا لاستكشاف مدن أخرى مثل دمشق أو القاهرة، التي تحمل طبقات ثقافية عميقة تشبه طرابلس، لاستمرار رحلته في دمج الموضة مع الحياة اليومية. هذا النهج يعزز فكرة أن الموضة ليست مجرد مظهر، بل قصة تعبر عن الإنسانية والصمود في وجه التحديات.
تعليقات