في ظل التصعيد المستمر للصراع في قطاع غزة، أعلنت حركة حماس عن حاجتها إلى مهلة إضافية لدراسة المقترح الأمريكي الذي قدمه الرئيس دونالد ترمب لإنهاء الاقتتال. وفقاً لتصريحات قيادي في الحركة، فإن حماس تشاور الوسطاء المعنيين وتدقق التفاصيل، مع الإبلاغ عن ضرورة الوقت الكافي لتقييم الخطة التي تهدف إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
حماس تطلب وقتاً إضافياً لدراسة خطة ترمب
يقود هذا الطلب جدلاً دولياً، حيث يأتي في سياق الجهود المبذولة لوقف القتال الذي يشهد استمراراً من جانب الجانب الإسرائيلي. نقلت تقارير إعلامية عن القيادي في حماس أن الحركة لم تتخذ قراراً نهائياً بعد، وأنها أكدت على الحاجة إلى فترة إضافية لدراسة الخطة الأمريكية، التي تشمل وقفاً فورياً لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين مقابل إفراج عن فلسطينيين معتقلين. من جهة أخرى، أكدت مصادر أمنية أن الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، ستعقد اجتماعاً خاصاً اليوم لتقييم التطورات في غزة والضفة الغربية، مع مشاركة كبار القادة الأمنيين.
المقترح الأمريكي وردود الفعل
يبرز المقترح الأمريكي، الذي وصفه البيت الأبيض بأنه تاريخي، مجموعة من الخطوات الرئيسية، بما في ذلك تبادل الأسرى، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من غزة، ونزع سلاح حماس، إلى جانب تشكيل حكومة انتقالية بقيادة هيئة دولية. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض قد أشادت بالخطة، معتبرة أن رفض حماس قد يؤدي إلى فرض خطوط حمراء جديدة. من ناحية أخرى، كشف وزير الخارجية المصري عن محاولات جارية لإقناع حماس بالموافقة، محذراً من أن رفضها قد يعقد الموقف ويقلل من دورها في المستقبل. وفي السياق نفسه، أعلنت حماس صعوبة تنفيذ بعض بنود الخطة، مثل إطلاق سراح جميع المحتجزين خلال 72 ساعة، ما يعكس التعقيدات في التفاوض.
في الميدان، يستمر القتال بقوة، حيث أفادت مصادر أمنية بأن الجيش الإسرائيلي يرسم خططاً لاحتمال مواصلة العمليات العسكرية، بما قد يشمل توسيع السيطرة على أكثر من 50% من غزة حال رفض الخطة. وأعلن الجيش إغلاق شارع الرشيد جنوباً لمنع عودة المدنيين، في حين شهدت مناطق مثل خان يونس وغرب غزة قصفاً عنيفاً استهدف منازل المدنيين، وفقاً لتقارير وكالات الأنباء الفلسطينية. هذه التطورات تخلق توتراً متزايداً، حيث يترقب العالم رد حماس الرسمي الذي قد يحدد مسار الجهود السلمية أو يفاقم الصراع.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن خطة ترمب تمثل محاولة دولية لفرض حل وسط، إلا أن التحديات اللوجستية والسياسية تجعل التنفيذ معقداً. على سبيل المثال، يتطلب الاتفاق نزع سلاح حماس، وهو شرط يثير جدلاً بين الأطراف المعنية، بالإضافة إلى ضرورة تأمين دعم دولي للحكومة الانتقالية. ومع مرور الأيام، يزداد الضغط على حماس للرد، خاصة أن الرئيس ترمب حدد مهلة قصيرة للموافقة، مما يعزز من أهمية القرار في سياق الجهود الدولية للهدوء. في الختام، يبقى السيناريو مفتوحاً، مع احتمال أن يؤدي الرد الإيجابي إلى انفراجة، أو يؤدي الرفض إلى تصعيد يطيل أمد الصراع في المنطقة. هذه الخطوات تجسد محاولات متواصلة لتحقيق السلام، رغم التعقيدات الكبيرة التي تواجهها.
تعليقات