يسعى الفنان لإعادة الجمهور إلى المسرح.. وتقديم “الملك لير” مع يحيى الفخراني يتحقق كأكبر أحلامه!

في عالم الفنون المسرحية، يُعد الفنان أيمن الشيوي رمزاً للتجديد والإصرار على استعادة بريق المسرح في مصر. منذ توليه إدارة المسرح القومي، ركز جهوده على جذب الجمهور الذي ابتعد عن هذه الفنون لسنوات طويلة، محاولاً دمج العناصر الحديثة مع القيمة الفنية التقليدية. يرى الشيوي أن الجمهور يحتاج إلى عروض تلامس همومه اليومية وتستخدم تقنيات معاصرة، مما يجعل الزيارة إلى المسرح تجربة مبهرة ومغرية.

أيمن الشيوي وإعادة الجمهور للمسرح

خلال حوار تلفزيوني، أكد الشيوي أن مهمته الأساسية كانت استعادة الجذب للمسرح القومي، مُستلهماً من تراث عمالقة مثل خليل مطران ويوسف وهبي وسميحة أيوب. بدأ بتحسين البنية التحتية، مثل تركيب شاشات عرض ضخمة تصل إلى 60 متراً، لتعزيز التجربة البصرية وجعل العروض أكثر جاذبية. هذا النهج ساهم في تقديم أعمال فنية متنوعة، مثل العروض الموسيقية “سيدتي أنا” التي جمع بين داليا البحيري ونضال الشافعي، و”مش روميو وجولييت” مع مشاركة علي الحجار ورانيا فريد شوقي. هذه الخيارات لم تكن عشوائية؛ بل تهدف إلى معالجة قضايا اجتماعية بأسلوب عصري، مما يعكس رغبة الشيوي في جعل المسرح جزءاً حيوياً من حياة الجمهور اليومية.

تطوير النشاط المسرحي

من جانب آخر، يبرز الشيوي دور العروض الكبرى في تعزيز الجذب المسرحي، حيث اعتبر تقديم “الملك لير” مع يحيى الفخراني تحقيقاً لحلم شخصي طويل الأمد. هذا العمل، الذي عُرض للمرة الثالثة، يتطلب جهداً كبيراً في التخطيط والتنفيذ، ليبرز القيمة الثقافية والفنية العالية لهذه المسرحية الكلاسيكية. من خلال هذا الإنجاز، سعى الشيوي إلى جذب جمهور جديد من الأجيال الشابة، مستفيداً من التقنيات الحديثة لتحويل خشبة المسرح إلى منصة حية تعكس التطورات المعاصرة. كما أن هذا التوجه يعزز من دور المسرح في تناول القضايا الإنسانية، مثل الصراعات الأسرية والسلطة، بطريقة تجمع بين التراث والابتكار.

يستمر الشيوي في بناء رؤيته للمسرح القومي كمركز ثقافي نابض، حيث يركز على تنظيم عروض منتظمة تجمع بين النجوم الكبار والمواهب الشابة، مما يساهم في إعادة الحيوية إلى الساحة الفنية. على سبيل المثال، يعمل على دمج العناصر التفاعلية مثل الإضاءة المتقدمة والتأثيرات الصوتية، لتحويل كل عرض إلى حدث لا يُنسى. هذا النهج لم يقتصر على العروض الكبرى فحسب، بل امتد إلى دعم الورش الفنية والتدريب للممثلين الشباب، مما يضمن استمرارية الإبداع وتطوير المهارات. بالإضافة إلى ذلك، يؤمن الشيوي بأهمية التنوع في المحتوى، فهو يشمل مسرحيات تعتمد على التراث الشعبي المصري بالإضافة إلى الأعمال العالمية، ليلبي تطلعات الجمهور المتنوع. هذا التوازن بين التراث والحداثة يمثل خطوة حاسمة نحو استعادة مكانة المسرح كجزء أساسي من الثقافة الوطنية، محافظاً في الوقت نفسه على جودة فنية عالية تجذب النقاد والجمهور على حد سواء. مع هذه الجهود، أصبح المسرح القومي محط أنظار الكثيرين، كدليل على أن الفنون المسرحية قادرة على التكيف مع العصر الرقمي دون فقدان هويتها الأصيلة.