مصورة ترصد أهمية غطاء الرأس كرمز ثقافي عبر شعوب العالم

كثيرًا ما تعبر عبارة “على رأسي” عن الاحترام والتقدير في الثقافة العربية، لكنها أصبحت موضوعًا فنيًا يتجاوز الكلمات مع المصورة اللبنانية العمانية رنا خضرا. من خلال سلسلة تصويرية مبتكرة، تجسد خضرا كيف يعكس ما يوضع على الرؤوس جوانبًا عميقة من الهوية الثقافية، سواء كانت عمائم تقليدية أو زخارف يومية. هذه السلسلة ليست مجرد صور، بل وثيقة حية لكيفية تعبير الأفراد عن فخرهم وكرامتهم من خلال تفاصيل بسيطة.

على رأسي: استكشاف الثقافات من خلال الزينة

بدأت فكرة هذا المشروع من لقاء عابر في بغداد، حيث ألهم رجل عراقي خضرا بقوله “على رأسي” أثناء تبادل أبيات شعرية، مما دفعها لتوثيق كيف يحمل الرأس رموز التراث الشخصي. سرعان ما امتدت السلسلة لتشمل سبع دول من الشرق الأوسط إلى آسيا، حيث التقطت صورًا نابضة بالحياة لنساء ورجال يزينون رؤوسهم بأقمشة بسيطة أو عناصر يومية مثل سلال الفاكهة أو الصلبان الخشبية. على سبيل المثال، في أديس أبابا، التقطت خضرا صورة لامرأة إثيوبية تبيع صلبانًا خارج كنيسة، مما كشف عن جوانب خفية من الحياة اليومية تجمع بين الاختلاف والتشابه البشري. تقول خضرا إن الأمر يتعلق بالهوية أكثر من الموضة، مستندة إلى خبرتها كخبيرة ألوان لتحليل الإضاءة ودرجات الألوان في كل صورة، مشددة على أن الهدف ليس الكمال بل الطاقة الحقيقية للمشهد.

رموز الهوية الثقافية

في هذه السلسلة، تبرز خضرا كيف أن الأشياء الصغيرة، مثل الملابس التقليدية في إندونيسيا أو الزخارف الهندية، تعكس فخرًا ثقافيًا غير مرئي في النظرة الأولى. تعترف بأن حبها للألوان جاء من والدها، الذي كان مصدر إلهامها قبل وفاته، مما جعلها تركز على التوازن بين الجوانب الفنية والتقنية دون الالتزام بإعدادات مثالية. بالنسبة لخضرا، السفر كان المنصة لفهم الآخرين، بينما التصوير كان الأداة لنقل رسالة الوحدة البشرية. من خلال هذه الأعمال، تكشف عن رغبتها الملحة في استكشاف الروابط بين الثقافات، حيث تظهر أن الاختلافات تخفي تشابهات أكبر تجمعنا. في النهاية، تحولت سلسلة “على رأسي” إلى رحلة عاطفية تذكرنا بأن الهوية ليست مجرد مظهر، بل قصة حية تروى من خلال كل تفصيل يلامس الرأس. هذه النهج يعزز فهمًا أعمق للتنوع الإنساني، محافظًا على جوهر الثقافة في عالم يتغير بسرعة.