أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعادة 185 من رجال الخدمة الأوكرانيين و20 مدنياً من خلال صفقة تبادل أسرى أحدث مع روسيا. وأكد زيلينسكي أن معظم هؤلاء الأفراد كانوا في الأسر منذ بداية الغزو الروسي في عام 2022، مما يعكس لحظة إنسانية وسط تواصل الحرب التي أدت إلى خسائر جسيمة. كانت الصور المصاحبة للإعلان تظهر الرجال ملفوفين بالعلم الأوكراني، محتفلين بعودتهم إلى الوطن في قاعدة عسكرية قرب كييف، حيث التقوا بأقاربهم وسط مشاعر الفرح والانتشاء.
تبادل الأسرى
منذ اندلاع الغزو الروسي في فبراير 2022، تمكنت أوكرانيا من إعادة أكثر من 7000 شخص عبر سلسلة من الصفقات الإنسانية. وفقاً لإعلان زيلينسكي، شملت الصفقة الأخيرة إفراجاً متساوياً عن 185 جندياً من كلا الجانبين، بالإضافة إلى المدنيين، وتم تنفيذها في منطقة غوميل قرب الحدود مع بيلاروسيا. وصف الجانب الروسي العملية بأنها ناجحة، مع التركيز على أن الجنود المفرج عنهم كانوا محتجزين منذ بداية النزاع. في السياق ذاته، أشادت كييف بالصفقة كخطوة إنسانية تساعد في تخفيف معاناة الأسرى، إلا أنها شددت على أنها لن تغير من طبيعة الغزو الذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا وتشريد ملايين آخرين. وقال زيلينسكي في تصريحاته إن هؤلاء الأبطال تحملوا ظروفاً قاسية لسنوات، مضيفاً أن الاتفاق جاء نتيجة محادثات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين، دون الخوض في التفاصيل.
إعادة المحتجزين
يأتي هذا التبادل جزءاً من سلسلة صفقات إنسانية بين كييف وموسكو، حيث كانت أكبرها في مايو 2023 عندما تم الإفراج عن 390 أسيراً، تليها صفقات أخرى في يونيو ويوليو ضمن اتفاقات دعمتها جهود دولية مثل تلك التركية. وفقاً لتقديرات منظمة الأمم المتحدة، يظل أكثر من 10 آلاف مدني و15 ألف جندي أوكراني في الأسر الروسي، فيما تتهم روسيا كييف باحتجاز آلاف من جنودها. أعرب زيلينسكي عن أمله في مزيد من التبادلات، مؤكداً أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بإطلاق سراح جميع الأسرى. في الوقت نفسه، خضع الجنود العائدون لفحوصات طبية فورية، حيث يعاني بعضهم من إصابات جسدية واضطرابات نفسية ناتجة عن سنوات الاحتجاز. تشير التقارير إلى أن معظمهم كانوا من وحدات الدفاع الجوي والمدرعات، وقد أسروا خلال معارك دونباس وخيرسون في 2022. هذه الخطوات الإنسانية تبرز جهود الجانبين في تخفيف الآثار البشرية للصراع، رغم استمرار النزاع، وتعزز أملاً في استمرار الجهود الدبلوماسية لتبادل المزيد من المحتجزين، مما يساهم في بناء جسر نحو حل سلمي يعيد الاستقرار إلى المنطقة.
تعليقات