صحيح أن مدينة مصراتة تواجه تحديات خطيرة في الفترة الأخيرة، حيث أطلق سالم كرواد، أحد أبرز أعيان المدينة ومؤسسي حراك “مصراتة ضد الظلم”، تحذيرًا عاجلاً بشأن تفاقم التوترات الاجتماعية. هذا التحذير جاء كرد فعل على اعتقال عضوي الحراك، وهما عبدالرحمن الفضيل والمهدي الجطلاوي، من قبل الجهات الأمنية، مما أدى إلى زيادة حالة الاحتقان داخل المدينة. كرواد، من خلال تصريحاته الصحفية، أبرز كيف أن هذه الاعتقالات المتتالية للنشطاء المدنيين الذين يطالبون بالإصلاحات يمكن أن تهدد الاستقرار العام وتعمق الشرخ بين سكان المدينة.
تحذير سالم كرواد بشأن تدهور النسيج الاجتماعي
في سياق هذه الأحداث، يؤكد كرواد أن المدينة تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى التوتر، نتيجة لما يصفها بـ”الإجراءات الأمنية غير المنضبطة” التي تستهدف النشطاء السلميين. هذه السياسات، وفق رأيه، ليست مجرد مخالفات قانونية بل تمثل تهديدًا حقيقيًا للوحدة الاجتماعية في مصراتة. يشير كرواد إلى أن الحراك الذي يقوده يهدف أساسًا إلى إصلاحات سلمية تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي، دون اللجوء إلى أي أشكال من التصعيد أو المواجهات. ومع ذلك، يرى أن الاستمرار في هذه الاعتقالات قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، مما يجعل من الضروري التدخل الفوري من قبل القيادات الأمنية والاجتماعية لإيقاف هذه الممارسات وتعزيز الحوار كأداة رئيسية للحلول.
الاحتقان المتزايد في مدينة مصراتة
مع تزايد الضغوط، يدعو كرواد إلى تحرك عاجل من قبل كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك القادة المحليين والسلطات الأمنية، لوقف الاعتداءات غير المشروعة وحماية النسيج الاجتماعي. يؤكد أن الفشل في الاستجابة لهذه التحديات قد يؤدي إلى انتكاسات كبيرة، حيث أصبحت مطالبات الإصلاح أكثر إلحاحًا وسط انتشار الشعور بالظلم بين السكان. في الواقع، يبرز الحراك كقوة إيجابية تسعى لتعزيز القيم الديمقراطية والشفافية، لكن الإجراءات الأمنية الحالية تحول دون ذلك. على سبيل المثال، يقول كرواد إن اعتقال الفضيل والجطلاوي لم يكن حدثًا منعزلًا، بل جزء من سلسلة من الإجراءات التي تخلق جوًا من الريبة والعدائية، مما يعيق جهود السلام الداخلي. لذا، يجب على الجميع، سواء كانوا من المسؤولين أو المجتمع المدني، أن يعيدوا النظر في استراتيجيات التعامل مع مثل هذه الحركات، لأن الاعتماد على القوة وحدها قد يولد ردودًا أفعالًا غير محسوبة. في الختام، يظل التأكيد على أهمية الحوار كوسيلة لتجنب التفاقم، مع التركيز على بناء جسر من الثقة بين السلطات والمواطنين، لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا لسكان مصراتة. هذا النهج لن يحل المشكلات فحسب، بل سيمنع تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.
تعليقات