عاجل: حماس تدرس ملاحظات الخطة الأمريكية مع الأطراف الداخلية والخارجية بشكل فوري

عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمد نزال، أكد أن حركته تلقت مساء الاثنين الماضي الخطة المقترحة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وبدأت فوراً مشاورات داخلية وخارجية لدراستها، مع التركيز الرئيسي على إنهاء الحرب ووقف المجازر في قطاع غزة. يأتي ذلك في سياق الجهود المستمرة للرد على الوضع الإنساني المتردي، حيث شدد نزال على أن الخطة تحتوي على “ملاحظات” جوهرية لدى الحركة، وسيتم الإعلان عن موقفها قريباً جداً، مع الحرص على تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني.

حماس تحمل ملاحظات على الخطة الأميركية وتجري مشاورات عاجلة

في التفاصيل، أوضح نزال أن الحركة لن تتأخر في التعبير عن آرائها تجاه الخطة، حيث يجري النقاش من منظور حماية الحقوق الفلسطينية ورفض أي اتفاق يعني التفريط بهذه الحقوق أو الاستمرار في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون. وأكد وجود تواصل مستمر مع الوسطاء والأطراف العربية والإسلامية، بهدف الوصول إلى تفاهمات تؤدي أولاً وقبل كل شيء إلى وقف المذبحة وإنقاذ المدنيين الأبرياء. كما أكد نزال أن حركة حماس معنية بمصالح شعبها، وستعلن قريباً موقفها الرسمي، مع الالتزام بمبادئ وقف الدمار الشامل الذي يشهده قطاع غزة.

من جانب آخر، يرتبط هذا الإعلان بسياق الصراع الدائر، حيث تتعرض غزة منذ 7 أكتوبر 2023 لعمليات إبادة جماعية مدعومة دولياً، تشمل قتلاً واسعاً، وتجويعاً، وتدميراً للبنى التحتية، وتهجيراً قسرياً، واعتقالات جماعية، رغم النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية. خلقت هذه العمليات دماراً هائلاً، حيث أسفرت عن سقوط أكثر من 234 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين الذين يعانون من المجاعة التي أزهقت أرواح الكثيرين، خاصة الأطفال. لقد أدى ذلك إلى محو معظم المدن والمناطق في القطاع من الخريطة، مما يعزز الحاجة الملحة لوقف فوري لهذه المأساة.

جهود حماس لوقف الإبادة وتعزيز الحقوق الفلسطينية

بينما تستمر حماس في مناقشة الخطة الأميركية، يبرز الالتزام بالنقاشات الدبلوماسية كخطوة أساسية لتحقيق السلام. يؤكد نزال أن أي اتفاق مقبل لن يمر إلا إذا ضمن وقفاً تاماً للعدوان، مع الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في العودة والسيادة. هذا النهج يعكس استراتيجية الحركة في التعامل مع القضايا الإقليمية، حيث تركز على بناء تحالفات دولية تستند إلى مبادئ العدالة والمساواة. في السياق نفسه، تمثل الاستشارات الداخلية والخارجية خطوة حاسمة لصياغة موقف موحد، يأخذ بعين الاعتبار الواقع الإنساني الصعب في غزة، ويسعى لإنهاء الدمار الذي يهدد مستقبل الجيل القادم.

في الختام، يظل التركيز على وقف الإبادة الجماعية والدفاع عن الحقوق الفلسطينية هو الأساس لأي تقدم. حماس، من خلال هذه المشاورات، تحاول رسم مسار يؤدي إلى حل عادل، يعيد الأمان للمدنيين ويمنع استمرار الانتهاكات. هذا النهج يعبر عن التزام الحركة بالصمود أمام التحديات، مع الأمل في تحقيق اتفاق يعزز السلام الدائم. ومع ذلك، يتطلب الأمر جهوداً دولية أكبر لفرض وقف حقيقي للعنف، مما يفتح الباب لمفاوضات حقيقية تقود إلى حل الصراع الرئيسي. بهذا، تكمن أهمية الخطوات الحالية في رسم مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الحالية.