كشف الدكتور عاصم الدسوقي، المعروف بـ”شيخ المؤرخين”، تفاصيل مهمة في حوار أجراه مع تامر إسماعيل، رئيس تحرير تليفزيون اليوم السابع. خلال هذا الحوار، أكد الدسوقي على براءة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر من العديد من الاتهامات التي وجهتها بعض الأطراف الناقدة. تناول الدسوقي عدة نقاط تاريخية، مستنداً إلى معرفته الواسعة بالتاريخ السياسي المصري، ودعا إلى مراجعة دقيقة للروايات الشائعة التي غالباً ما تكون مبنية على معلومات غير دقيقة. على سبيل المثال، تحدث عن كيف أن بعض الشخصيات مثل عمرو موسى قد روجت لصورة شخصية مبالغ فيها، معتبراً أنها تحاول تصوير نفسها كبطل في الساحة التاريخية، بينما في الواقع، يجب التركيز على الحقائق الموثقة.
براءة الزعيم الخالد وكشف الحقائق التاريخية
في هذا السياق، يبرز الدسوقي أن هناك سبعة اتهامات رئيسية توجهت لجمال عبد الناصر، ويؤكد على أنها غير مدعومة بأدلة قاطعة. على سبيل المثال، تحدث عن الاتهامات المتعلقة بالفساد المالي، موضحاً أن عبد الناصر أنشأ حساباً بنكياً يُطلق عليه “حساب الرشاوى الرئاسية”، لكنه استخدم الأموال الموجودة فيه لأغراض عامة مثل بناء جامع، لا لمكسب شخصي. كما شدد على أن الضباط الأحرار، الذين قادوا الثورة، لم يستفيدوا مادياً من الحكم، بل واجهوا خسائر كبيرة، بما في ذلك سقوطهم في الجيش خلال “كشف الهيئة”. هذه النقاط تعكس التزام عبد الناصر بالقيم الوطنية، وتدحض الروايات التي تصوره كزعيم استبدادي.
بالإضافة إلى ذلك، انتقد الدسوقي دور بعض اليوتيوبرز في تشويه التاريخ، حيث يصف أنشطتهم بأنها “دمرت التاريخ” من خلال نشر معلومات خاطئة أو مبنية على تحيزات شخصية. وفي جانب آخر، ذكر الدسوقي قصة سعد زغلول، مؤكداً أن هذا الزعيم اعترف بنفسه بإدمانه للقمار والخمر، مما يظهر أهمية الاعتماد على الوثائق التاريخية الأصلية لفهم الشخصيات بدقة. كما شارك الدسوقي تجربة شخصية حول “قانون الإيجار القديم”، الذي لعب دوراً كبيراً في حياته، قائلاً إنه ساهم في تمكينه من الزواج وتوفير سكن مناسب، موضحاً كيف أثر هذا القانون على حياة المواطنين العاديين في مصر.
تبرئة الزعيم الخالد من الاتهامات الشائعة
من جانبه، يستمر الدسوقي في تقديم آراءه حول كيف أن بعض الاتهامات تجاه عبد الناصر تعود إلى حملات معادية، خاصة في ظل التغييرات السياسية التي شهدتها مصر. على سبيل المثال، يؤكد أن الزعيم الراحل لم يسعَ للثراء الشخصي، بل ركز جهوده على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، مثل تأميم قناة السويس وإطلاق مشاريع التنمية. هذه الجهود، وفقاً للدسوقي، هي ما جعلت عبد الناصر رمزاً للقومية العربية، رغم التحديات التي واجهها. كما يشير إلى أن بعض النقاد يغفلون السياق التاريخي، الذي كان مليئاً بالضغوط الخارجية والداخلية، مما أثر على قرارات الزعيم.
في الختام، يدعو الدسوقي إلى ضرورة دراسة التاريخ بشكل موضوعي، بعيداً عن التأثيرات الإعلامية أو الشخصية. هذا النهج يساعد في تصحيح الصورة عن شخصيات مثل جمال عبد الناصر، الذي يظهر في سياق الحوار كزعيم وطني مخلص. من خلال هذه الشهادة، يبرز الدسوقي أهمية الحفاظ على التراث التاريخي لمصر، مع الالتزام بالحقيقة التي تكشف عن جوانب إيجابية كثيرة في عهد عبد الناصر، رغم الخلافات. هذا الطرح يعزز فهم أفضل للماضي، ويؤكد على أن التاريخ يجب أن يُروى بناءً على أدلة موثوقة، لا على أساطير أو حملات تخريبية.
تعليقات