توقيع مذكرة تفاهم بين الإمارات والبرازيل لتعزيز سلامة الطيران المدني

الإمارات والبرازيل توقعان مذكرة تفاهم للتعاون في سلامة الطيران المدني

دبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 أكتوبر 2023

في خطوة تُعزز التعاون الدولي في مجال الطيران المدني، وقعت الإمارات العربية المتحدة والبرازيل مذكرة تفاهم جديدة تهدف إلى تعزيز سلامة الطيران المدني وتبادل المعرفة والتكنولوجيا بين البلدين. وقع الاتفاق خلال اجتماع عقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بحضور ممثلين من السلطات الجوية في كلا البلدين.

خلفية الاتفاق

يأتي توقيع هذه المذكرة في وقت تزداد فيه أهمية سلامة الطيران المدني عالمياً، خاصة مع ارتفاع حركة الطيران التجاري بعد جائحة كوفيد-19. الإمارات العربية المتحدة، التي تعد مركزاً رئيسياً للطيران الدولي من خلال شركات مثل “إمارات” و”إيتيهاد”، تسعى لتعزيز معايير السلامة للحفاظ على مكانتها كمحطة عبور رئيسية. أما البرازيل، فهي أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية وتمتلك صناعة طيران مزدهرة مع شركات مثل “لاتام” و”غولو”، وتشهد نمواً سريعاً في قطاع الطيران.

قال السيد عبد الله النعيمي، مدير عام الهيئة الاتحادية للطيران المدني في الإمارات، خلال مراسم التوقيع: “هذه المذكرة تمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز الشراكة بين الإمارات والبرازيل في مجال السلامة. سنعمل معاً لتبادل أفضل الممارسات وتطوير التدريب، مما سيضمن سلامة الركاب والبنية التحتية الجوية”.

تفاصيل المذكرة

تغطي مذكرة التفاهم عدة مجالات رئيسية، بما في ذلك:

  • تبادل المعرفة والتدريب: سيعمل البلدان على تبادل الخبرات في تدريب الطيارين والمهندسين، بالإضافة إلى برامج لتحسين السلامة التشغيلية.
  • التعاون التنظيمي: يشمل الاتفاق تكامل اللوائح والمعايير الدولية للسلامة، مثل تلك التي تصدرها منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO).
  • البحث والتطوير: التركيز على تطوير التكنولوجيا الحديثة للكشف عن المخاطر، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي في مراقبة الطائرات.
  • الدعم في حالات الطوارئ: تعزيز التعاون للتعامل مع حوادث الطيران أو الكوارث الجوية.

وفقاً للبيان الصادر عن وزارة النقل في البرازيل، يهدف هذا الاتفاق إلى “تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة الرحلات الجوية المباشرة بين الإمارات والبرازيل، مما يدعم التجارة والسياحة”.

الفوائد المتوقعة

سيجني كلا البلدين فوائد هائلة من هذه الشراكة. بالنسبة للإمارات، سيعزز الاتفاق مكانتها كمركز عالمي للطيران، خاصة مع تزايد حركة الركاب من أمريكا اللاتينية. أما البرازيل، فستستفيد من الخبرة الإماراتية في إدارة المطارات الحديثة، مثل مطار دبي الدولي، الذي يعد واحداً من أكثر المطارات ازدحاماً في العالم.

كما أن هذا التعاون يعكس التزام البلدين بالمعايير العالمية للسلامة، مما يقلل من مخاطر الحوادث ويحسن كفاءة التشغيل. في السياق الاقتصادي، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاستثمارات المشتركة في قطاع الطيران، مثل شراء الطائرات أو تطوير البنية التحتية.

قال السفير البرازيلي في الإمارات، جواو بيترو كوستا: “هذه الشراكة لن تقتصر على السلامة فحسب، بل ستفتح أبواباً للتعاون في مجالات أخرى مثل الطيران المستدام والبيئي، وهو أمر أساسي في عصرنا الحالي”.

الختام: نظرة نحو المستقبل

يُعتبر توقيع مذكرة التفاهم بين الإمارات والبرازيل خطوة متقدمة نحو تعزيز السلامة العالمية في الطيران المدني، ويعكس الروح التعاونية بين الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. مع تنفيذ هذا الاتفاق، من المتوقع أن يشهد قطاع الطيران نمواً أكبر وأماناً أعلى، مما يعزز الثقة الدولية في البنية الجوية لكلا البلدين.

في الختام، يعد هذا الاتفاق نموذجاً للشراكات الدولية التي تركز على المصالح المشتركة، وسيستمر في تحقيق فوائد طويلة الأمد للشعوب في الإمارات والبرازيل على حد سواء.