صورة مثيرة لطائر مغطى بالدماء تتصدر قائمة الفائزين في مسابقة تصوير الطيور لعام 2025.

ضمّت الصور الفائزة بمسابقة مصور الطيور لعام 2025 مشاهد مذهلة تجمع بين جمال الطبيعة وتحدياتها، مثل طائر أبيض ضخم ملطخ بريش ملوث بالدماء، وطائر غاق ينقض على سرب من الأسماك الصغيرة، وآخر يقف وحيدًا فوق ألواح شمسية شاسعة. هذه الصور لم تكشف عن أسرار الحياة البرية فحسب، بل أبرزت أيضًا الجهود الدؤوبة للمصورين في التقاط لحظات نادرة تعكس تنوع الطيور وتهديدات بقائها في عالمنا المتغير.

مسابقة مصور الطيور 2025: احتفاء بالجمال الطبيعي

في النسخة العاشرة من المسابقة، التي اجتذبت أكثر من 25 ألف مشاركة، تم التركيز على الاحتفاء بجمال الطيور ودعم الحفاظ عليها من خلال رفع الوعي بالمخاطر التي تهددها، مثل التغير المناخي والتصادم مع البنى الإنسانية. الفائز الكبير كان المصور الكندي ليرون غيرتسمان، الذي حاز على الجائزة الرئيسية البالغة 4 آلاف دولار عن صورة مذهلة لطائر فرقاط يحلق أمام كسوف شمسي كلي في المكسيك. التقط غيرتسمان هذه الصورة بعد عام كامل من التخطيط، حيث وضع قاربه بالقرب من جزر صغيرة ترتادها الطيور البحرية، منتظرًا بصبر لحظة مرور القمر أمام الشمس لمدة أربع دقائق ونصف فقط. قال غيرتسمان في بيان: “مع كشف القمر عن حافة الشمس، التقطت صورة الطائر أمام مرحلة الكسوف المعروفة بـ’خاتم الماس’، وهي لحظة تذوي في ثوانٍ معدودة”. هذا الإنجاز يعكس كيف يجسد المصورون المهارة الفنية والتقنية لإبراز عالم الطيور في صور تتجاوز الجماليات لتصبح رسالة بيئية.

تصوير الطيور: فن يدعم الحماية البيئية

يبرز دور المسابقة في تعزيز الحفاظ على الطيور من خلال شراكتها مع مؤسسة “Birds on the Brink”، التي تمول مشاريع عالمية للوقاية، مثل إنقاذ الطيور المصابة أو حمايتها من الاصطدام بالسيارات والمباني. وفقًا لمدير المسابقة، ويل نيكولز، يتطلب التصوير الاستثنائي مزيجًا من الرؤية الفنية والتفاني، كما في صورة نسر ذهبي يتغذى على جثة غزال في إيطاليا، أو طائر مصاب تم إنقاذه في الهند. هذه الصور ليست مجرد فوز، بل قصص تروي الواقع الوحشي للطيور، مثل الطائر الوحيد فوق ألواح شمسية في هولندا، الذي يذكرنا بتأثير الطاقة الشمسية على الحياة البرية. نيكولز أكد في بيانه أن هذه العملية “تذكير بما يمكن تحقيقه بالإبداع البشري، خاصة في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تبقى الصور الطبيعية ملهمة ومترابطة مع الواقع”. لذا، تعمل المسابقة على تشجيع الجماهير للنظر إلى الطيور بشكل مختلف، مما يعزز الإدراك بأهمية حمايتها لضمان بقائها للأجيال القادمة. في النهاية، تجمع هذه الصور بين الفن والفعالية، محولة كل لقطة إلى دعوة للعمل ضد التهديدات البيئية، وتؤكد أن التصوير ليس هواية بل أداة للتغيير. بعد كل شيء، من خلال مثل هذه المبادرات، يمكننا الحفاظ على تراث الطيور كرمز للطبيعة النقية.