في بداية الرحلة نحو التأهل التاريخي، كشف محمد عبدالجواد، قائد المنتخب السعودي السابق، عن تفاصيل مثيرة من مغامرة الفريق في تصفيات كأس العالم 1994. كان ذلك الوقت نقطة تحول لكرة القدم السعودية، حيث واجه المنتخب تحديات كبيرة لكنه تجاوزها ليحقق إنجازًا أول من نوعه. في تلك الفترة، كانت المباريات مليئة بالإثارة والغموض، خاصة في مواجهة العراق التي انتهت بالتعادل 1-1. هذه المباراة لعبت دورًا حاسمًا في مسيرة الفريق، حيث انعكست نتيجتها على قرارات قيادية داخل المنتخب.
تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم
تحدث محمد عبدالجواد عن اللحظات الدرامية خلال مباراة المنتخب السعودي أمام العراق في التصفيات. وفقًا لروايته، لعب الفريق نحو 35 دقيقة دون وجود مدرب على خطوط ال sidelines، بعد أن غادر البرازيلي كانديدو الملعب غاضبًا من الأداء. كان ذلك قرارًا مفاجئًا أدى إلى إثارة الفوضى داخل الفريق، حيث لم يكن اللاعبون يعلمون بالأسباب آنذاك. وفق حديث عبدالجواد في برنامج “في المرمى”، دخل الفريق غرفة الملابس بين الشوطين ليجد كانديدو يشتم باللغة البرتغالية ويركل الأغراض أمامه، مما أثار الاستغراب والارتباك. لم يقدم المدرب أي تعليمات للشوط الثاني، مما دفع اللاعبين للاعتماد على قيادة داخلية من ماجد عبد الله وفهد الدهمش، الذي توفي لاحقًا.
مع استمرار المباراة، لعب المنتخب السعودي الجزء الأكبر من الشوط الثاني بدون إرشادات فنية من كانديدو، الذي فضل البقاء في غرفة الملابس ثم العودة مباشرة إلى الفندق. في اليوم التالي، رحل المدرب تمامًا مع إلغاء عقده، مما فتح الباب أمام تغييرات جذرية. تولى محمد الخراشي، المدرب السعودي، المهمة، وقاد الفريق إلى فوز درامي على إيران، مما ضمن التأهل إلى كأس العالم في أمريكا 1994. هذا الانتصار لم يكن مجرد نتيجة، بل كان رمزًا للصمود والتكيف مع الظروف الصعبة. الخراشي استطاع توحيد الفريق وتحفيزه، مستفيدًا من الروح الجماعية التي سادت بين اللاعبين، خاصة بعد الخروج المفاجئ لكانديدو.
يعكس هذا الحدث كيفية تحول التحديات إلى فرص، حيث أصبح تأهل السعودية إلى المونديال الأول نقطة مضيئة في تاريخ كرة القدم العربية. لعب عبدالجواد دورًا أساسيًا كقائد، مساهمًا في الحفاظ على تركيز الفريق رغم الغياب الفني. هذه القصة تبرز أيضًا أهمية الإدارة الداخلية والثقة المتبادلة بين اللاعبين، فبدون ذلك، كان من الممكن أن تنتهي المباراة بشكل مختلف. في النهاية، كانت تلك اللحظات البطولية بداية لمشاركة سعودية تاريخية، حيث واجه المنتخب تحديات عالمية أكبر. هذا الإنجاز ليس فقط فوزًا رياضيًا، بل درسًا في الإصرار والتغلب على الصعاب، مما يلهم الأجيال الجديدة في عالم كرة القدم.
الوصول إلى المونديال السعودي
مع انتهاء تصفيات 1994، أصبحت مشاركة السعودية في كأس العالم حدثًا بارزًا، حيث حققت الفريق انتصارات أخرى مثل الفوز على بلجيكا والتعادل مع السويد، مما أكد على قدراته. الدور الذي لعبه محمد الخراشي كان حاسمًا، فقد أعاد تنظيم الفريق ووضع استراتيجيات جديدة ساعدت في الفوز النهائي على إيران. كما أن رواية عبدالجواد تضيف لمسة شخصية، حيث يصف كيف تحول الغضب والارتباك إلى دافع للتميز. هذا التأهل لم يكن نهاية، بل بداية لمشاركات لاحقة، مما جعل السعودية جزءًا من خارطة كرة القدم العالمية. باختصار، يمثل هذا الحدث قصة نجاح سعودية خالدة، تجمع بين التحدي والإنجاز، ويستمر في إلهام عشاق الرياضة في المنطقة.

تعليقات