رئيس الوزراء العراقي يؤكد حرص بلاده على إقامة أفضل العلاقات مع الإمارات

بقلم: فريق التحرير – اليوم السابع

في خطوة تعكس التزام العراق بتعزيز الروابط الإقليمية والتعاون مع دول المنطقة، أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، حرص بلاده على إقامة أفضل العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة. جاء هذا التصريح خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها إحدى القنوات الإعلامية المحلية، حيث أبرز السوداني أهمية تعزيز الشراكة الثنائية لتعزيز الاستقرار الإقليمي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.

يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه العالم العربي جهودًا مكثفة لتعزيز التعاون بين الدول، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه المنطقة. وقال رئيس الوزراء العراقي إن “العراق يسعى دائمًا إلى بناء جسور الثقة مع دول الخليج، وفي مقدمتها الإمارات، التي تمثل نموذجًا للتنمية الاقتصادية والابتكار”. وأضاف أن الجانب العراقي يرغب في توسيع آفاق التعاون في مجالات متعددة، مثل الطاقة، التجارة، والاستثمارات، مشددًا على أن هذا التعاون سيكون مفيدًا لشعوب البلدين.

خلفية العلاقات بين العراق والإمارات

تعود العلاقات بين العراق والإمارات إلى عقود مضت، حيث كانت الإمارات من أوائل الدول التي قدمت دعمًا اقتصاديًا وإنسانيًا للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003. على مر السنين، شهدت هذه العلاقات تقدمًا ملحوظًا، خاصة في مجال الاستثمارات، حيث استثمرت الإمارات ملايين الدولارات في مشاريع عراقية متنوعة، مثل قطاع الطاقة والبنية التحتية. على سبيل المثال، شاركت شركات إماراتية في إعادة إعمار المرفأ الجنوبي في البصرة، وتعاونت مع الحكومة العراقية في مشاريع الطاقة الشمسية والمتجددة، مما يعزز من جهود العراق في التنويع الاقتصادي بعيدًا عن الاعتماد على النفط.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات دفعة قوية مع زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين. ففي عام 2022، قام رئيس الوزراء العراقي بزيارة إلى أبوظبي، حيث بحث مع قيادة الإمارات سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية. كما أن الإمارات، بوصفها أحد أكبر المستثمرين في العالم العربي، ترى في العراق سوقًا واعدًا للتوسع، خاصة مع الجهود الحكومية لتحسين المناخ الاستثماري والحد من الفساد.

أهمية التعاون الإقليمي

يأتي تأكيد السوداني في سياق أوسع يتعلق بالتعاون الإقليمي العربي، حيث يواجه العراق تحديات متعددة مثل مكافحة الإرهاب، تعزيز الأمن الحدودي، والتعافي الاقتصادي بعد سنوات من الصراعات. وفي هذا الصدد، يمكن للإمارات أن تقدم خبراتها في مجالات الابتكار التكنولوجي والإدارة المالية، مما يساعد العراق على بناء اقتصاد أكثر استدامة. بالمقابل، يمكن للعراق أن يقدم فرصًا استثمارية في قطاع الطاقة والزراعة، خاصة مع وجود موارد طبيعية غنية في المناطق الجنوبية.

كما أن هذا التعاون يأتي في وقت يسعى فيه العالم العربي إلى تعزيز الوحدة ضد التهديدات الخارجية، مثل التدخلات الإقليمية أو التحديات البيئية. وفقًا لخبراء، فإن تعزيز العلاقات مع الإمارات سيسهم في تعزيز دور العراق كقوة إقليمية، ويساعد في تقليل التبعية على الدعم الخارجي من خارج المنطقة.

التحديات والتوقعات المستقبلية

مع ذلك، لا يخلو الأمر من تحديات، حيث قد يؤثر الوضع السياسي الداخلي في العراق على تنفيذ الاتفاقيات. كما أن التوترات الإقليمية، مثل النزاعات في الشرق الأوسط، قد تعيق التقدم. ومع ذلك، يبدو أن الإعلان الأخير يعكس رغبة حقيقية في تجاوز هذه العقبات، مع التركيز على المصالح المشتركة.

في الختام، يُعد تأكيد رئيس الوزراء العراقي خطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون العربي العربي، ويساهم في رسم صورة أمل لمستقبل أفضل. إذا نجحت هذه الجهود، فإنها ستكون دليلاً إضافيًا على أن التعاون الإقليمي هو مفتاح الاستقرار والازدهار في المنطقة. وكما قال السوداني، “العراق والإمارات شركاء في بناء مستقبل مشترك يخدم شعوبنا”.

اليوم السابع – 15 يناير 2024