تُعد العلاقات بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية مثالاً بارزاً للشراكة المتماسكة، التي تستند إلى تاريخ طويل من الثقة والوحدة. خلال السنوات الأخيرة، حققت البلدان تقدماً ملحوظاً في مجالات مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، السياحة، والاستثمار، من خلال توقيع أكثر من 70 اتفاقية ومذكرة تفاهم. هذا التعاون يتوافق مع رؤية “عُمان 2040” و”المملكة 2030″، حيث تم تنفيذ مشاريع إستراتيجية كبيرة تسهم في الاستقرار الإقليمي وتعزيز الحوار. كما تُعزز الزيارات المتبادلة بين القيادات و التنسيق في القضايا الدولية مكانة البلدين كداعمين للسلام، فيما تحقق المشاريع المشتركة مثل الطريق البري المباشر نقلة نوعية نحو التكامل الاقتصادي.
تقوية العلاقات الثنائية بين عُمان والسعودية
خلال الفترة الماضية، شهدت العلاقات بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية تطوراً سريعاً في مختلف المجالات، بدءاً من السياسة حيث يستمر التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية لتعزيز الاستقرار، وصولاً إلى الاقتصاد حيث تجاوز حجم التبادل التجاري 1.2 مليار ريال عُماني حتى منتصف 2025. هذا التطور يعكس الوحدة التاريخية والجغرافية بين البلدين، مع تنفيذ مشاريع مشتركة في قطاعات مثل النفط، السياحة، التكنولوجيا، والتعدين. يلعب مجلس التنسيق العُماني السعودي دوراً حاسماً في تسهيل هذه الجهود، مما يعزز الاستثمارات المشتركة ويساهم في تقليل الاعتماد على النفط من خلال تنويع الاقتصادات. على سبيل المثال، افتتاح الطريق البري المباشر في 2021 ساهم في زيادة حركة التجارة بنسبة 20% وزيارة أكثر من 110 آلاف سائح سعودي إلى عُمان في 2024. كذلك، تقدم عُمان تسهيلات للمستثمرين السعوديين، مثل الإعفاء من ضريبة الأرباح والسماح بالتملك الكامل، مما يجعل المناطق الاقتصادية فيها وجهة جذابة للشراكات.
توسع الشراكة الاقتصادية والثقافية
في المستقبل، يمكن للتكامل بين رؤية “عُمان 2040″ و”المملكة 2030” أن يعزز التعاون في مجالات الحوكمة، الاقتصاد المبتكر، والاستدامة، من خلال مشاريع مشتركة تركز على البحث العلمي والتنويع. في الجانب الثقافي، تجسد المبادرات مثل توقيع مذكرة التفاهم بين وزاراتي الثقافة تبادلاً نشطاً، حيث شاركت عُمان في معرض الرياض الدولي للكتاب ونظمت فعاليات لعرض التراث العُماني. هذا التبادل يشمل أيضاً البرامج الأكاديمية والسياحية، مثل الحملات الترويجية لموسم خريف ظفار، التي تشجع على زيارات مباشرة عبر رحلات جوية. مع تزايد أعداد السياح السعوديين، يوفر عُمان منصات مثل VisitOman لتسهيل التجربة، مما يعمق الروابط الاجتماعية. في الختام، تُشكل هذه العلاقات أساساً لمستقبل أكثر ازدهاراً، حيث ينمو التبادل التجاري وتتوسع الفرص الاستثمارية، مما يعزز المصالح المشتركة في إطار مجلس التعاون الخليجي.
تعليقات