مبادرة ولي العهد تدفع اجتماعًا عالميًا رفيع المستوى لتعزيز دور المرأة في الأمن السيبراني

في ظل الجهود العالمية لتعزيز الصمود السيبراني، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة رائدة تركز على تعزيز دور المرأة في هذا المجال الحيوي. هذه المبادرة، التي يرعاها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تهدف إلى معالجة الفجوة الواضحة في مشاركة النساء، من خلال تطوير المهارات والفرص، لضمان بناء مجتمع رقمي أكثر قوة وأمانًا.

تمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني

شهد المنتدى الدولي للأمن السيبراني في نسخته الأحدث اجتماعًا رفيع المستوى، جمع صناع القرار من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في التكنولوجيا والاتصالات، إلى جانب أصحاب المصلحة الآخرين. خلال هذا الاجتماع، ركز المشاركون على صياغة استراتيجيات عملية لسد الفجوة العالمية في القوى العاملة المتخصصة في الأمن السيبراني. تم التأكيد على أهمية استغلال الإمكانات الكاملة للمرأة لخلق فضاء رقمي متين، مع التركيز على رفع مستوى الوعي والمهارات بين الطالبات من خلال برامج توجيه وتدريب متخصصة. هذه الجهود تأتي كرد فعل للتحديات المتنامية، حيث أظهرت الإحصاءات أن انخفاض مشاركة المرأة يهدد الاستدامة الاقتصادية العالمية، مما يدفع نحو تبني نهج شامل يعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

تعزيز دور المرأة في الحماية الرقمية

في هذا السياق، أصدرت مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني، بالتعاون مع جامعة دوك الأمريكية، تقريرًا دوليًا بعنوان “سد الفجوات”، الذي كشف عن التحديات الرئيسية أمام توسيع قاعدة القوى النسائية في مجال الأمن السيبراني، خاصة في أمريكا اللاتينية. التقرير يؤكد أن فجوة القوى العاملة تشكل تهديدًا مستمرًا للاقتصادات العالمية، حيث تعاني دول عديدة من نقص حاد في المتخصصات. بناءً على بيانات استطلاع لعام 2025، أشار التقرير إلى أن 64% من المستطلعات يرين أن تمثيل المرأة ضعيف في جميع مراحل المسار المهني، بدءًا من التأهيل الأساسي وصولًا إلى التقدم الوظيفي. من بين التحديات البارزة، يبرز نقص الإرشاد المبكر في مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، حيث أفاد أكثر من 53% من المستطلعات بعدم معرفتهن بفرص الوظائف المتاحة، وأكثر من 40% يعانين من نقص الثقة في مهاراتهن التقنية. هذا التقرير يمثل استمرارًا للدراسة الدولية لعام 2022، التي شارك فيها أكثر من 3 آلاف متخصصة من 26 دولة، وحددت المعوقات الشاملة التي تحول دون تعظيم دور المرأة، مع التحذير من انعكاساتها السلبية على الصمود السيبراني العالمي.

بالإضافة إلى ذلك، أقيم خلال المنتدى الدورة التدريبية الثالثة لبرنامج “تمكين المرأة في القيادة السيبرانية”، الذي جمع متدربات من 39 دولة في العاصمة الرياض. هذا البرنامج، الذي انطلق في فبراير 2025 بالشراكة مع المعهد الأمريكي USTTI، يعزز من الجهود السابقة التي حققت نجاحًا في الولايات المتحدة، ويهدف إلى تطوير قيادات نسائية قادرة على التعامل مع التحديات الرقمية. من خلال هذه المبادرات، تسعى المؤسسة الدولية للأمن السيبراني، المقامة بأمر ملكي، إلى توحيد الجهود العالمية وتبادل الخبرات، مع التركيز على قضايا مثل حماية الطفل والتنمية الاقتصادية. في النهاية، تعكس هذه الخطوات التزامًا حقيقيًا ببناء مجتمع رقمي أكثر شمولاً، حيث يمكن للمرأة أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن السيبراني ودفع عجلة التقدم العالمي.