تغادر نيويورك المجنونة في رحلة بحث عن سعادتها الخاصة في إيطاليا!

أحيانًا يبدو الانتقال للعيش في مكان جديد كخطر كبير، لكنه بالنسبة لكارولاين كيريكيلا، البالغة من العمر 36 عامًا ومن أصول نيويوركية، كان بداية لتغيير جذري. تركت المدينة الصاخبة بحثًا عن هدوء وسط إيطاليا، حيث وجدت فرصة لبناء عائلة، شراء منزل بتكلفة منخفضة، وتبني نمط حياة أبطأ وأكثر استرخاءً مقارنة بحياتها السابقة في نيويورك.

الحب في إيطاليا

في عام 2014، دفعت كارولاين إرهاق الحياة السريعة والغلاء الشديد في نيويورك إلى الانتقال إلى بلدة غوارديا سانفراموندي، المجهولة حتى للعديد من الإيطاليين، بالقرب من نابولي. كانت تلك الخطوة ناتجة عن لحظة صدفة عندما شاهدت برنامجًا تلفزيونيًا عن العقارات في الخارج، مما دفعها إلى زيارة المكان مع والدتها. سرعان ما شعرت بالانتماء، فاشترت منزلًا بأقل من 50 ألف دولار، وتحولت حياتها إلى نموذج للسعادة البسيطة. اليوم، بعد زواجها من رجل إيطالي وأمومتها لطفلين، وصفت تجربتها بأنها مثالية، رغم صعوبة تحديد موقع البلدة على الخريطة. كانت نيويورك تعيقها من بناء علاقات حقيقية، لكن في غوارديا، وجدت مجتمعًا داعمًا يمنحها الفرصة للاستمتاع بالحياة بكل تفاصيلها.

البداية الجديدة في الريف

مع انتقالها إلى البلدة الصغيرة ذات السكان القلائل، حوالي 5000 نسمة، اكتشفت كارولاين جاذبية الحياة الريفية في إيطاليا. لقاءها الأول بالفنان فيتو باسي كان محض صدفة في ساحة البلدة، وسرعان ما تطورت علاقتهما عبر التواصل اليومي، مما دفعها إلى الاستقرار هناك في عام 2016. تركت أحلامها السابقة بالغناء في الأوبرا بسبب ضغوط نيويورك، لكن إيطاليا قدمت لها بيئة هادئة حيث استطاعت تربية عائلتها والتوازن بين الأمومة وإدارة عملها في العلاقات العامة. قالت إن تكلفة المعيشة هنا لا تتجاوز 3500 دولار شهريًا، مما يوفر لها حياة مريحة بعيدة عن الضغوط المالية. كما ساعدها ذلك على تعلم اللغة الإيطالية وإعادة الاتصال بجذور عائلتها في منطقة كامبانيا، حيث يعود أصل جدّها إلى هناك. حتى عائلتها في نيويورك، مثل والديها، قرروا الانتقال للانضمام إليها، محاطين بأحفادهم في بيئة أكثر هدوءًا.

مع مرور السنوات، تحول منزلها الأول إلى رمز للتغيير، فبعد توسع العائلة، باعته وبنيت حياة جديدة في مسكن أكبر. الآن، تقضي أيامها في جولات في الريف، تناول الوجبات الإيطالية اللذيذة، ومشاركة أصدقاء جدد في أنشطة يومية بسيطة. رغم بعض التحديات، مثل عدم الالتزام بالمواعيد أو انقطاع الخدمات الأساسية، تعتبر كارولاين أن هذه التفاصيل جزء من سحر الحياة هنا. في مقابلة معها، أكدت أن إيطاليا منحتها “نسختها الخاصة من السعادة”، بعيدًا عن الزحام والإجهاد، مما جعلها تشعر بالامتنان لقرارها. هذا الانتقال لم يكن مجرد هروب، بل كان خطوة نحو حياة أكثر دفئًا واتصالًا بالآخرين، حيث أصبحت جزءًا من مجتمع يهتم ببعضه البعض. الآن، بعد قرابة عقد، لا تستطيع تخيل العودة إلى الماضي، فهي وجدت في غوارديا المكان الذي يجسد كيف يمكن للحب والسكينة أن يغيران مسار الحياة بأكمله.