شهد سوق الأسهم السعودية، ممثلاً في مؤشر تاسي، أداءً إيجابياً خلال الأسبوع المنتهي في 2 أكتوبر 2025، حيث سجل ارتفاعاً يعكس قوة القطاعات الرئيسية وتدفقات الاستثمار. هذا الارتفاع يأتي في سياق تحركات السوق العالمية، مع التركيز على البنوك والطاقة كمحركين رئيسيين للنمو.
ارتفاع تاسي بنسبة 1.66% يعزز القيمة السوقية
في التفاصيل، حقق مؤشر تاسي، الذي يُعتبر المعيار الرئيسي لسوق الأسهم في المملكة، مكاسب بلغت 187.61 نقطة، مسجلاً مستوى 11,495.72 نقطة بنهاية الأسبوع، مقارنة بـ 11,308.11 نقطة في الأسبوع السابق. هذا الارتفاع يمثل نسبة 1.66%، وجاء مصحوباً بصعود في القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة، حيث تجاوزت الزيادة 161.09 مليار ريال، ليصل رأس المال السوقي إلى نحو 9.349 تريليون ريال. يعكس هذا الأداء الإيجابي ثقة المستثمرين بالاقتصاد السعودي، خاصة مع صعود جماعي للقطاعات الرئيسية، مثل المواد الأساسية التي تقدمت بنسبة 3.5%، والطاقة بنسبة 1.72%، بالإضافة إلى ارتفاع قطاع الاتصالات بنسبة 2.95%، والبنوك بنسبة 1.04%. هذه النتائج تبرز دور هذه القطاعات في دعم الاستقرار والنمو، رغم بعض الضغوط على قطاعات أخرى.
تقدم سوق تداول يعزز الأداء الإجمالي
من جانب آخر، لم يقتصر الأداء الإيجابي على المؤشر العام، بل امتد إلى مستوى الأسهم الفردية، حيث سجل سهم “تْشب” أعلى المكاسب بنسبة 19.03%، مما يعكس الجاذبية الاستثمارية لبعض الشركات الرائدة. في المقابل، شهد سهم “رتال” أكبر الخسائر بنسبة 5.06%، إلا أن الغالبية العظمى من الأسهم ساهمت في الارتفاع العام. أما بالنسبة للأنشطة التجارية، فقد تراجع إجمالي قيم التداول إلى 33.18 مليار ريال، مقارنة بـ 39.35 مليار ريال في الأسبوع السابق، بنسبة انخفاض 15.68%, مما يعني هبوط المتوسط اليومي إلى 6.64 مليار ريال. ومع ذلك، ارتفع إجمالي كميات التداول بنسبة 1.08% إلى 1.68 مليار سهم، مع تسجيل متوسط يومي يصل إلى 336 مليون سهم. تصدر سهم “الراجحي” نشاط التداول من حيث القيمة بـ 3.41 مليار ريال، بينما كان سهم “شمس” الأكثر تداولاً من حيث الكميات بـ 208.25 مليون سهم. هذه التغيرات تؤكد على ديناميكية السوق، حيث يسيطر اللون الأخضر على معظم القطاعات، مع خسائر محدودة في قطاع الإعلام والترفيه بنسبة 1.68%، والتأمين بنسبة 0.78%، وقطاع الخدمات المالية بنسبة 0.03%.
في السياق الواسع، يمكن اعتبار هذا الأداء جزءاً من الاتجاهات الإيجابية في الاقتصاد السعودي، حيث يعكس الارتفاع في تدفقات الاستثمار الأجنبي وارتفاع الطروحات الجديدة في السوق. على سبيل المثال، شهدت حصيلة الطروحات الجديدة ارتفاعاً بنسبة 34% خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، في حين تجاوزت تدفقات الأجانب 4.6 مليار دولار. كما ارتفع التمويل العقاري السكني الجديد للأفراد إلى 60.58 مليار ريال في نفس الفترة، مما يدعم النشاط الاقتصادي العام. هذه العناصر تشكل دعماً إضافياً لمؤشر تاسي، الذي يظل محط اهتمام المستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء، خاصة في ظل الجهود الحكومية لتعزيز الجذب الاستثماري. بالإجمال، يبدو أن السوق يتجه نحو مزيد من الاستقرار والنمو، مع التركيز على الفرص في القطاعات ذات الأثر الكبير، مما يجعل متابعة هذه التطورات أمراً حيوياً للمستثمرين.
تعليقات