علاقات لبنانية-سعودية: لقاء يعزز التعاون التاريخي
في أجواء تؤكد على الروابط الوثيقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، استقبل النائب فؤاد مخزومي السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، خلال مأدبة فطور في دارته في بيروت. كان اللقاء فرصة للتأكيد على العلاقات المتينة التي تربط البلدين، والتي تعتمد على قيم مشتركة وقناعات دائمة، لا على مصالح مؤقتة. خلال كلمته، أبرز مخزومي الدور الحيوي الذي لعبه السعوديون في دعم وحدة اللبنانيين وحماية مؤسسات الدولة على مر التاريخ، خاصة في الأوقات الحرجة التي واجهها لبنان.
تعد هذه اللقاءات جزءًا من الجهود المستمرة لتعزيز الاستقرار في المنطقة، حيث أكد مخزومي في حديثه أن السعودية كانت دائمًا شريكًا أساسيًا في مساندة الشرعية اللبنانية. قال إن السفير البخاري جسد في عمله الدبلوماسي تلك الالتزامات العميقة، من خلال سعيه لتوحيد الكلمة بين اللبنانيين وتعزيز دور الدولة في حماية سيادتها. كما شكر مخزومي الجهود الداعمة للسعودية تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى دور الأمير فيصل بن فرحان في تعزيز الاستقرار ومنع انهيار لبنان. هذه الجهود ليست مجرد دعم سياسي، بل تشمل دعمًا اقتصاديًا واجتماعيًا يساعد على مواجهة التحديات التي يواجهها البلد.
الروابط التاريخية بين لبنان والسعودية
يشكل هذا اللقاء امتدادًا للتراث المشترك بين لبنان والسعودية، حيث شدد مخزومي على أهمية البناء على الثوابت التي تربط الشعبين، مثل الحفاظ على الوحدة الوطنية والالتزام بالإصلاحات الجوهرية. أعلن عن التزام اللبنانيين بدفع عملية الإصلاح إلى الأمام، من خلال تطبيق اتفاق الطائف الذي يؤسس للتوازن الداخلي، إلى جانب تفعيل القرارين 1701 و1559 لصون السلام والأمن في المنطقة. كما أكد على ضرورة تنفيذ الخطوات اللازمة لنزع السلاح عن كل الميليشيات على الأراضي اللبنانية، وهو خطوة أساسية لبناء دولة قوية ومستقرة.
في ختام كلمته، عبر مخزومي عن تقديره للسفير البخاري، الذي يمثل وجهًا مشرقًا للدبلوماسية السعودية والعربية، مشددًا على أن هذه العلاقات ليست مجرد تعاون سياسي، بل هي جزء من هوية مشتركة تجمع بين الشعوب. هذا اللقاء يأتي في سياق الجهود الدولية لتعزيز السلام في الشرق الأوسط، حيث تبرز السعودية كقوة داعمة للاستقرار الإقليمي. يعكس ذلك الالتزام المتواصل من جانب البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، سواء كانت اقتصادية أو أمنية، من خلال الحوار والتعاون المتبادل.
بشكل عام، يؤكد هذا الحدث أهمية تعزيز الشراكات بين البلدان العربية لمواجهة التحديات المستقبلية، حيث تساهم العلاقات اللبنانية-السعودية في بناء جسر من الثقة والتفاهم. في ظل الظروف الإقليمية المتقلبة، يظل الدعم السعودي مصدر قوة للبنان، مما يعزز من فرص التقدم نحو مستقبل أفضل. هذه الروابط التاريخية ليست فقط جزءًا من الماضي، بل هي أساس لشراكة مستدامة تستهدف التنمية والسلام للجميع.
تعليقات