تحولت لحظة عادية في حياة سكان مبنى سكني بمدينة مرسين جنوب تركيا إلى مأساة مؤلمة، حين انهار مصعد فجأة وأودى بحياة شابة أمام عيون زوجها، مما أثار صدمة واسعة في المجتمع المحلي.
انهيار مصعد في مرسين
في تفاصيل الحادث المروّع، كانت الشابة بيلين ياشوت كيغا على وشك النزول من الطابق السابع عبر المصعد، لكن العطل الفني أوقفه فجأة في الطابق الثاني. زوجها غوكهان، الذي كان ينتظرها في الطابق الأول، اتصل بالنجدة على الفور وحاول التدخل لإنقاذها، إلا أن المصعد سقط بسرعة خاطفة، مما أسفر عن وفاتها الفورية بسبب الإصابات الشديدة، في حين أصيب هو في قدمه أثناء محاولته البطولية. هذه الحادثة لم تكن مجرد حدث عابر، بل كشفت عن مشكلات أعمق في صيانة المباني السكنية، حيث أكدت التقارير أن مثل هذه الأعطال غير المتوقعة يمكن أن تحدث في أي وقت، مما يعرض حياة الأشخاص للخطر. العائلة، التي كانت تعيش حياة هادئة، واجهت فجأة فقدانًا مؤلمًا، خاصة مع وجود طفل رضيع يعتمد عليها، مما زاد من الآثار النفسية على الأقارب.
عطل المصعد يثير التحقيقات
مع انتشار نبأ الحادث، باشرت السلطات التركية تحقيقًا عاجلًا للكشف عن الأسباب، حيث أعلنت الشرطة عن تلقي شكاوى سابقة من سكان المبنى بشأن أعطال متكررة في المصعد، مما يشير إلى إهمال محتمل في عمليات الصيانة الدورية. تم توقيف ثلاثة أشخاص، بينهم عمال صيانة وفنيون، للتحقق من تورطهم في هذه الكوارث. التحقيقات ركزت على فحص تاريخ المصعد وتقارير الصيانة السابقة، حيث أظهرت أدلة أولية أن الإهمال المزمن قد يكون السبب الرئيسي وراء السقوط المفاجئ. هذا الجانب من الحادث يبرز أهمية تنفيذ معايير أمان أعلى في المباني السكنية، خاصة في المناطق الحضرية المزدحمة، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد حياة المواطنين يوميًا.
أما على صعيد الرد الاجتماعي، فقد أثار الحادث موجة تعاطف هائلة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث شارك آلاف المستخدمين تعزياتهم مع عائلة الضحية، مرددين دعوات للعدالة وإصلاح نظم الصيانة. قصة بيلين لم تكن مجرد خبر عابر، بل أصبحت رمزًا لقضايا أكبر تتعلق بسلامة المنشآت العامة، خاصة مع انتشار قصص مشابهة في أنحاء تركيا. العائلة، التي فقدت دعمها الرئيسي، تواجه الآن تحديات مالية وعاطفية، مع الحاجة إلى دعم مجتمعي لتربية الطفل الرضيع في ظل هذا الفقدان المفاجئ. هذه الحادثة تذكرنا بأهمية التزام السلطات والمؤسسات بتطبيق القوانين المتعلقة بالسلامة، لضمان أن لا تتحول اللحظات اليومية إلى كوابيس. في الختام، يبقى الأمل في أن تؤدي التحقيقات إلى تغييرات جذرية، تضمن حماية المواطنين وتجنب الكوارث المستقبلية، مما يعزز الثقة في البنية التحتية للمدن.
تعليقات