بعد وفاة محسن أبو جريشة.. نظرة فريدة على مؤرخ العائلة الإسماعيلاوية

رحل عن عالمنا مؤرخ العائلة الإسماعيلية محسن أبو جريشة، الشخصية الرياضية البارزة والمهتم بتاريخ النادي الإسماعيلي، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات. توفي الكابتن محسن أبو جريشة، نجم الفريق السابق، في ساعاته الأخيرة، وسيتم تشييع جنازته عقب صلاة الظهر من جامع المطافى بالإسماعيلية، مع الدفن في مقابر العائلة بسوق الجمعة، وتقديم العزاء في منزل الأسرة بمنطقة بعرايشية مصر. هذا الرحيل يثير ذكريات عصره الذهبي في الكرة المصرية، حيث كان رمزًا للتفاني والتوثيق التاريخي.

محسن أبو جريشة

محسن أبو جريشة، المولود في الإسماعيلية في 3 مارس 1945، كان ابنًا للكابتن يوسف أبو جريشة، اللاعب السابق في النادي الإسماعيلي خلال الثلاثينيات وعضوًا بارزًا في مجلس الإدارة في ذلك العصر. كما أن له أهمية عائلية كبيرة، إذ أصبح والد اللاعب السابق محمد محسن أبو جريشة، الذي مثل النادي الإسماعيلي ومنتخب مصر في العديد من البطولات. بدأ محسن أبو جريشة مسيرته كلاعب في النادي الإسماعيلي، ثم تحول إلى مجالات أخرى مثل التحكيم والتدريب، حيث ساهم في تنظيم العديد من المباريات ورسم استراتيجيات للفرق. لكنه لم يقتصر دوره على الميدان الرياضي فحسب؛ بل كان واحدًا من أبرز المؤرخين للنادي، حيث قام بتوثيق تاريخه من خلال جمع الوثائق والقصص التي تعكس المحطات الرئيسية في تطوره، مثل الإنجازات في الدوري المصري والأكواب الإقليمية. مساهماته امتدت إلى الإدارة الرياضية، حيث شغل مناصب متعددة ساعدت في تعزيز مكانة النادي، مما جعله شخصية مركزية في مجتمع الإسماعيلي الرياضي. لقد جسد حياته التزامًا بالتراث الرياضي، مما جعل منه قدوة للأجيال اللاحقة في الحفاظ على الإرث الرياضي المصري.

إرث المؤرخ الإسماعيلي

يبقى إرث محسن أبو جريشة حيًا في تاريخ النادي الإسماعيلي، حيث كان أحد الركائز الرئيسية في توثيق اللحظات البارزة التي شكلت هوية النادي. من خلال جهوده في جمع السجلات والروايات، ساهم في الحفاظ على قصص اللاعبين والإنجازات التاريخية، مثل الفوز ببطولات الدوري في الستينيات والسبعينيات، ودور النادي في تطوير الكرة المصرية خلال العقود الماضية. كما أن دوره كمدرب ومحكم ساهم في تشكيل جيل جديد من اللاعبين، بما في ذلك ابنه محمد، الذي شارك في بطولات دولية وأضاف إلى سجل العائلة. مجلس إدارة النادي الإسماعيلي نعى الفقيد ببالغ الحزن، مودعًا له الرحمة ومثنيًا على دوره في صناعة التاريخ الرياضي، حيث قالوا في بيان رسمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “ينعى مجلس الإدارة الكابتن محسن أبو جريشة، داعين الله أن يتغمدوه برحمته ويلهم أسرته الصبر”. هذا الإرث لم يقتصر على النادي فحسب، بل امتد إلى العائلة الإسماعيلية بشكل عام، حيث كان محسن أبو جريشة رمزًا للالتزام بالقيم الرياضية والتاريخية في مصر. تعزيزًا لهذا التراث، يمكن القول إن مسيرته لم تكن مجرد سلسلة من الإنجازات الشخصية، بل كانت تأسيسًا لثقافة التوثيق في الرياضة المصرية، مما يجعل من وفاته خسارة كبيرة للجميع. في الختام، يظل محسن أبو جريشة مصدر إلهام للشباب الذين يسعون للحفاظ على التراث الرياضي، حيث أظهر كيف يمكن دمج الحب لللعبة مع التزام بالتاريخ والتسجيل الدقيق للأحداث. لذا، فإن قصته تخلد في ذاكرة الإسماعيلي، كما في قلوب الجماهير الرياضية في مصر بأكملها.