وداع الوسط الإعلامي للرابغي: تراث يتألق في عالم التعليم والأدب والرياضة

نعى الوسط الإعلامي الكاتب علي محمد الرابغي، عضوًا مؤسسًا لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، الذي رحل عن عالمنا في عمر الـ84 عامًا. تمت صلاة الجنازة عليه عصر الخميس في جامع القريقري بمنطقة الصالحية في جدة، ثم تم الدفن في مقبرة الصالحية ذاتها. كان الرابغي شخصية بارزة في الحياة الإعلامية والرياضية، حيث ترك إرثًا غنيًا من العمل المهني والأدبي.

وفاة الكاتب علي محمد الرابغي

يُعتبر رحيل الكاتب علي محمد الرابغي خسارة كبيرة للوسط الإعلامي، حيث كان رمزًا للالتزام والمهنية. ولد في حارة أمير رابغ عام 1939، وبدأ تعليمه في رابغ قبل أن ينتقل مع عائلته إلى جدة بسبب عمل والده في الثكنة العسكرية المعروفة بـ”القشلة”. أكمل دراسته في مدرسة الوزيرية بحي الكندرة، ثم في المدرسة المنصورية بالعلوي، وأنهى تعليمه العالي في جامعة الملك سعود. كان الرابغي يتميز بعشق مبكر للقراءة والكتابة، مما دفعة للانخراط في مجال الصحافة منذ بداياته الشابة. بدأ مسيرته المهنية منذ سبعة عقود، حيث تجرب إذاعية وتلفزيونية غنية، واستمر في كتابة عموده في صحيفة عكاظ حتى ما قبل عامين أو ثلاثة. لقد جسد “أبو مروان”، كما كان يُلقب، ذاكرة حية مفعمة بالحب والخير، حيث عمل مديرًا للنشاط الرياضي في إدارة التعليم بجدة، وكان مشرفًا على الصفحة الرياضية في جريدة البلاد خلال الستينيات، ثم رئيسًا للقسم الرياضي في عكاظ، وأخيرًا مشرفًا على القسم الرياضي في صحيفة الشرق الأوسط.

رحيل الإعلامي الرياضي

كان علي محمد الرابغي نموذجًا للخلق الحسن والمهنية الصحفية، حيث نالت سيرته العطرة ثقة رجالات الدولة والمثقفين والرموز الإبداعية. لقد ترك بصمة واضحة في الإعلام الرياضي، فهو لم يكن مجرد كاتب بل مبدع ساهم في تطوير الصحافة في المملكة. الفقيد شقيق لعدة شخصيات بارزة، بما في ذلك الدكتور عبدالعزيز الرابغي، وعبداللطيف، وعبدالرحمن، وعبدالله، كما أنه والد مروان الرابغي. يتم استقبال العزاء في منزل الفقيد بحي الفيصلية في جدة، حيث يتجمع الأهل والأصدقاء للتعبير عن التعزية. صحيفة عكاظ، التي تألمت كثيرًا لهذا الخبر، تقدم خالص التعازي لأسرة الفقيد، سائلة الله أن يغفر له ويرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته. إن رحيله يذكرنا بقول الله تعالى: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

في الختام، يبقى علي محمد الرابغي مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الصحفيين والإعلاميين، حيث جمع بين العلم والأدب والرياضة بطريقة متميزة. كانت مسيرته مليئة بالإنجازات، من عمله في الصحف والإذاعة إلى دوره في تعزيز النشاط الرياضي، مما جعله شخصية محترمة على نطاق واسع. لقد ساهم في بناء الوعي الإعلامي في المجتمع، وأصبحت قصصه وكتاباته جزءًا من تاريخ الصحافة الرياضية في السعودية. رغم الفراق، فإن تراثه سيظل حيًا، محفزًا الآخرين على السعي للتميز والالتزام بالقيم الأخلاقية في العمل الإعلامي. إن فقدان مثل هذه الشخصيات يدفعنا للتفكر في أهمية الحفاظ على الذاكرة الجماعية، والاحتفاء بمن ساهموا في تطوير مجتمعنا. لذا، يجب أن نتذكر دائمًا دروس حياة الرابغي في الإخلاص والاجتهاد، ليكون قدوة لنا جميعًا في مواجهة تحديات الحياة المهنية.