تناولت الزميلة بتول عصام في برنامجها “لا يا شيخ” موضوعًا مثيرًا يتعلق بجهود جماعة الإخوان المسلمين في تشويه تاريخ نصر أكتوبر، وهو الذي يُعد رمزًا للكرامة الوطنية في مصر. هذا البرنامج يكشف كيف تحولت احتفالات أكتوبر في بعض الأزمنة إلى فرصة لتعزيز أجندات متطرفة، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الكره المستمر.
لماذا يكره الإخوان نصر أكتوبر العظيم؟
يعكس نصر أكتوبر العظيم، الذي حققه الجيش المصري في عام 1973، قصة بطولة وطنية جمع فيها الشعب المصري كافة فئاته، من مسلمين ومسيحيين، في مواجهة التحديات لاستعادة الأرض والكرامة. ومع ذلك، فإن جماعة الإخوان المسلمين، وفقًا لما تم تناوله في البرنامج، تقوم بجهود مستمرة للتشكيك في هذا الانتصار التاريخي، محاولة تقليل أهميته أو ربطه بأفكار متطرفة. هذا الكره يعود إلى أن نصر أكتوبر يمثل وحدة الجيش والشعب، وهو ما يتناقض مع فكر الجماعة الذي يعتمد على التقسيم الاجتماعي والفرز الطائفي. في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، على سبيل المثال، تحولت احتفالات أكتوبر إلى مناسبات تكريم رموز التطرف، مثل قتلة الرئيس الراحل أنور السادات، في حين تم تجاهل أبطال العبور الحقيقيين. هذه الممارسات لم تكن عفوية، بل جزء من استراتيجية ممنهجة لتشويه صورة الجيش المصري، الذي كان الركيزة الرئيسية في هذا النصر.
يبرز البرنامج أيضًا أن الإخوان لم يلعبوا أي دور إيجابي في حرب أكتوبر، بل سعوا لاحقًا إلى الانتهاز على النجاحات الوطنية ليظهروا أنفسهم كأصحاب الفضل. هذا التصرف يتناسب مع تاريخهم في التشكيك بكل الإنجازات الوطنية، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية، لخدمة أهدافهم السياسية. نصر أكتوبر لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان ميثاق وحدة وطنية عميقة، حيث وقف الجميع جنبًا إلى جنب دفاعًا عن الحدود والكرامة العربية. هذا الجانب يتعارض مباشرة مع نهج الإخوان، الذي يركز على خلق الانقسامات بدلاً من تعزيز الوحدة.
أسباب عداء الإخوان مع انتصار أكتوبر
في النظر إلى أسباب عداء الإخوان مع انتصار أكتوبر، يتضح أن الجذور تعود إلى الفجوة الفكرية بين توجهات الجماعة وروح الوطنية الحقيقية. الإخوان يرون في هذا النصر تهديدًا لوجودهم، لأنه يبرز دور الدولة المركزي في تحقيق الإنجازات، مما يقلل من دور الجماعات المتطرفة في تشكيل السرديات التاريخية. خلال السنوات الماضية، سعوا إلى إعادة كتابة التاريخ بطريقة تجعلهم جزءًا من القصة، رغم أن التسجيلات التاريخية تؤكد غيابهم التام عن الميدان. هذا النهج لم يقتصر على أكتوبر فقط، بل امتد إلى محاولات تشويه كل الرموز الوطنية، مثل الجيش والقيادة السياسية، لزرع الشكوك في نفوس الشعب المصري.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي هذا العداء إلى تعزيز ثقافة التهميش، حيث يحاول الإخوان تقديم أنفسهم كالبديل الوحيد للدولة، رغم أن سجلهم مليء بالفشل في أي مساهمة حقيقية. في المقابل، يظل نصر أكتوبر رمزًا للوحدة والصمود، الذي جمع بين الشعب والجيش في مواجهة الظروف الصعبة. هذا الانتصار لم يكن له آثار عسكرية فقط، بل أعاد لمصر دورها الرائد في العالم العربي، مما يجعل من الإخوان غير قادرين على القبول به، لأنه يعكس قيمًا تضاد أفكارهم القائمة على الاستقطاب. البرنامج يؤكد في ختامه أن مثل هذه المحاولات لن تنجح في محو الحقائق التاريخية، حيث ستبقى أكتوبر علامة مضيئة في تاريخ مصر، بينما سيظل الإخوان مرتبطًا بصورة التشكيك والخيانة للقضايا الوطنية.
في الختام، يتضح من خلال هذا التحليل أن كره الإخوان لنصر أكتوبر العظيم يعكس صراعًا أيديولوجيًا عميقًا، حيث يفشلون في تقديم أي رؤية إيجابية لبناء الوطن. بدلاً من ذلك، يركزون على التشويه والتخريب، مما يؤكد ضرورة الالتزام بالحقائق التاريخية لتعزيز الوحدة الوطنية. هذا النصر لن ينسى، لأنه جزء لا يتجزأ من هوية مصر الحديثة، ويستمر في إلهام الأجيال القادمة بقيم الصمود والكرامة.
تعليقات