تقابل رئيس المنظمة العربية للتنمية الزراعية مع وزير البيئة والمياه والزراعة في السعودية لبحث فرص التعاون.
تعزيز التعاون الزراعي العربي من خلال اللقاءات الرسمية
في إطار زيارة رسمية للرياض، التقى مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، البروفيسور إبراهيم آدم أحمد الدخيري، مع الدكتور عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، الوزير المكلف بالبيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية. كان هذا اللقاء فرصة لتعميق العلاقات بين الجانبين، حيث ركزت المحادثات على تعزيز الشراكات المشتركة في مجالات حيوية مثل الأمن الغذائي، وتطوير الموارد المائية، واستخدام التقنيات الزراعية المتقدمة، بالإضافة إلى مكافحة التصحر والحفاظ على البيئة. هذه المباحثات تأتي في وقت يواجه فيه العالم تحديات كبيرة في مجال الزراعة المستدامة، مما يجعل مثل هذه اللقاءات أساسية لصياغة استراتيجيات مشتركة تعزز الاستدامة الزراعية في المنطقة العربية.
تطوير الشراكات في التنمية الزراعية المستدامة
بالإضافة إلى التركيز على سبل تعزيز التعاون، استعرض الجانبان التحضيرات لإقامة المعرض التقني الزراعي العربي، الذي يُعتبر مبادرة رائدة من المنظمة العربية للتنمية الزراعية. سيتم تنظيم هذا المعرض بالتعاون مع شركات ومؤسسات من القطاعين العام والخاص، وسيُستضاف في المملكة العربية السعودية مطلع عام 2026، مع مشاركة واسعة من الشركات العربية والدولية المتخصصة في التقنيات الزراعية. هذا الحدث سيكون منصة حيوية لعرض الابتكارات التكنولوجية التي تساهم في تحسين الإنتاج الزراعي وزيادة الكفاءة في استخدام الموارد، مما يدعم الأهداف الإقليمية لتحقيق الأمن الغذائي المستدام.
من جانب آخر، تناول اللقاء الترتيبات الخاصة بتفعيل مكتب المنظمة لإقليم الجزيرة العربية واليمن، الذي سيبدأ أعماله الرسمية قريبًا من مدينة الكويت. هذا المكتب سيؤدي دورًا إقليميًا مهمًا كمركز لتنسيق البرامج والمبادرات الزراعية، ويعمل على تعزيز التكامل بين دول المنطقة، مما يساهم في تحقيق التنمية الشاملة. كما تم مناقشة آليات تسريع إطلاق المشروعات المشتركة بين المؤسسات البحثية التابعة للوزارة السعودية والمنظمة، مع التركيز على دعم التنمية الزراعية المستدامة عبر تبادل الخبرات والتقنيات.
في ختام المباحثات، أكد الوزير الفضلي التزام المملكة بدعم جهود المنظمة في تعزيز التعاون الزراعي العربي، حيث وجه معاونيه باتخاذ الإجراءات اللازمة لتسريع تنفيذ الملفات والمشروعات المطروحة. هذا الالتزام يعكس الرؤية السعودية لدعم الشراكات الإقليمية، التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي ومواجهة التغيرات المناخية. بفضل هذه الجهود المتكاملة، من المتوقع أن تشهد الدول العربية تقدمًا ملحوظًا في مجال الزراعة، مع الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية وتعزيز التعاون الدولي. هذا اللقاء ليس مجرد نقطة انطلاق، بل خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل زراعي أكثر استدامة وكفاءة في المنطقة العربية ككل.
تعليقات