بالفيديو.. عائلة بنغلاديشية ولدت في السعودية تروي صعوبة العودة واندماجها مع المجتمع منذ 30 عام!

عائلة بنغلاديشية وجدت فيها نفسها جزءًا لا يتجزأ من مجتمع الجوف في السعودية، حيث وُلد ثلاثة أبناء لأب قدم من بنغلاديش قبل ثلاثة عقود. تروي هذه العائلة قصة اندماجها في الحياة اليومية، مع الحفاظ على تراثها الثقافي، فيما يعكس تفاعلها الإيجابي مع المجتمع المحلي. على الرغم من جذورها البعيدة، إلا أنها أصبحت جزءًا من نسيج الحياة في المنطقة، حيث يعبر أفرادها عن ارتباطهم العميق بالعادات السعودية، مع التمسك بتقاليد بنغلاديش في المنزل.

عائلة بنغلاديشية تندمج في المجتمع السعودي

يقول أحمد منير، أحد أبناء العائلة الذي وُلد وترعرع في منطقة الجوف، إنه يشعر بالانتماء التام إلى هذه الأرض التي عرفها منذ طفولته. “منذ أن كنت صغيرًا، تعلمت الحياة هنا، وأصبحت جزءًا منها بشكل كامل. درست في المدارس السعودية، وارتديت الثوب التقليدي منذ المرحلة الابتدائية، وشعرت دائمًا بأن الناس حولي متواضعون وداعمون، يمدون يد العون إذا واجهنا أي صعوبة”، يروي أحمد، مضيفًا أن فكرة العودة إلى بنغلاديش تبدو صعبة جدًا بالنسبة له، حيث أصبحت حياته مترابطة مع الروتين اليومي في المملكة. هذا الاندماج لم يأتِ بالصدفة، بل نتج عن سنوات من التفاعل الاجتماعي، حيث تعلم أفراد العائلة اللغة، وتبنوا بعض العادات المحلية مثل تناول الأكلات التقليدية السعودية، مع الحرص في الوقت نفسه على المحافظة على طقوسهم الثقافية، مثل الاحتفال بأعياد بنغلاديش في المنزل. يؤكد أحمد أن هذا التوازن بين الجذور والحاضر جعله يشعر بالأمان، معتبرًا أن الجوف أصبحت وطنه الثاني.

اندماج أسرة من بنغلاديش في الثقافة المحلية

من جانب آخر، يشارك والد أحمد تفاصيل رحلته الشخصية، حيث وصل إلى السعودية قبل نحو 30 عامًا بحثًا عن فرصة أفضل. “لم أزر بلدي سوى مرتين فقط خلال هذه السنوات الطويلة، وأقضي الآن أكثر من 22 عامًا دون مغادرة المملكة، لأننا اعتدنا على حياة هنا ووجدنا فيها الدفء والاستقرار”، يقول الوالد، مشيرًا إلى أن عائلته أصبحت مولعة بطبق الكبسة السعودي، الذي أصبح جزءًا من وجباتهم اليومية، بينما يحتفظون بتقاليد مطبخ بنغلاديش في الأعياد. هذا الاندماج لم يقتصر على الجانب الاجتماعي، بل امتد إلى التعليم والعمل، حيث ساهم الأب في بناء مستقبل أولاده داخل النظام التعليمي السعودي. العائلة تبرز كمثال حي على كيفية دمج المهاجرين في المجتمع، مع الحفاظ على هويتهم الثقافية، حيث يتعلم الأبناء من خلال هذه التجربة قيمة التكيف مع البيئة الجديدة دون فقدان الارتباط بالماضي. في منطقة الجوف، وجدت العائلة دعمًا من الجيران والمجتمع، مما ساعد في تعزيز شعورهم بالانتماء، وجعلهم يشاركون في الأحداث المحلية مثل الاحتفالات الوطنية. هذا التواصل الإيجابي يعكس صورة أوسع عن تنوع المجتمع السعودي، الذي يستوعب الثقافات المختلفة مع الحفاظ على وحدة الهوية الوطنية.

مع مرور السنين، أصبحت قصة هذه العائلة رمزًا للاندماج الناجح، حيث يجمعون بين حب الوطن الأصلي وولاءهم للمملكة. الأبناء، الذين ولدوا هنا، يحملون مزيجًا من الثقافتين، مما يعزز فهمهم للتنوع الثقافي. في مقابلاتهم، يؤكدون أن التحديات التي واجهت العائلة، مثل التأقلم اللغوي أو الاجتماعي، تحولت إلى قوة، مدعومة بترحيب المجتمع المحلي. هذا الانسجام يمد جسورًا بين الشعوب، مؤكدًا أن الثقافات يمكن أن تتعايش وتثري بعضها البعض. في النهاية، تظل قصة هذه العائلة شهادة على كيفية أن الحياة في السعودية يمكن أن تكون مساحة للنمو والاندماج، مع الحفاظ على الجذور الأصيلة.