في محافظة الدقهلية، وتحديداً في مدينة دكرنس، روى شاب يدعى عوض، وهو في الـ31 من عمره، قصة بطولية تحولت إلى كابوس بسبب دفاعه عن سيدة من قريته كانت تواجه معاملة قاسية من زوجها. كان الوضع قد تصاعد في أحد الشوارع، حيث هدد الزوج السيدة وأصر على احتجازها في غرفة مظلمة بعيداً عن عائلتها، وهو ما دفع الشاب للتدخل بسرعة للوقوف إلى جانبها. هذا الفعل النبيل أدى إلى مواجهة عنيفة تركت آثاراً جسدية شديدة عليه، مما يعكس الصراع اليومي الذي قد يواجهه الأفراد في مجتمعاتنا عند الدفاع عن حقوق الآخرين.
إصابة الشاب بـ200 غرزة أثناء الدفاع عن السيدة
بعد تدخل عوض لإنهاء النزاع، حاول تهدئة الأوضاع وإبعاد السيدة عن الخطر، إلا أن الزوج سرعان ما تحول إلى مهاجم، مستخدماً كلمات مسيئة وتهديدات مباشرة. وفق رواية عوض نفسه، كان قد تمكن من نقل السيدة إلى منزل والدها الراحل في القرية، رغم المقاومة الشديدة، لكن ذلك لم يكن نهاية الأمر. سرعان ما تربص به الزوج أثناء جلوسه مع أصدقائه في إحدى المقاهي، حيث قام بطعنه بمشرط في الوجه والرقبة، مما أسفر عن إصابة بلغت 200 غرزة في الوجه بالإضافة إلى جرح قطعي في الرقبة. رغم الآلام الشديدة التي تعرض لها، يؤكد عوض أنه لا يشعر بالندم على أفعاله، معتبراً أن مثل هذه التصرفات جزء من التربية والأخلاق التي يتلقاها الأشخاص في بيوتهم. في حديثه، عبّر عن استعداده لإعادة الكرّة إذا ما واجه موقفاً مشابهاً، مؤكداً أن الدفاع عن الضعفاء يظل قيماً أساسية في المجتمع.
الاعتداء الوحشي ورد الفعل الأمني
يُعتبر هذا الحادث مثالاً واضحاً على العنف الذي قد ينبع من خلافات عائلية، حيث تحول خلاف شخصي إلى هجوم مباشر أدى إلى إصابات جسيمة. بعد نقل عوض إلى مستشفى دكرنس العام لتلقي العلاج، تدخلت قوات الأمن بسرعة، معلنة إلقاء القبض على المتهم فوراً. تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة، التي أمرت بحبس المتهم أولاً لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، ثم تم تجديد الحبس لمدة 15 يوماً لإكمال التحريات. هذا الرد السريع من السلطات يبرز جهودها في مكافحة العنف، خاصة في المناطق الريفية مثل دكرنس، حيث يمكن أن تكون قضايا الاعتداء أكثر انتشاراً بسبب النزاعات الأسرية. عوض، الذي يعيش في قلب هذه المجتمعات، يرى في قصته دعوة للتعزيز من القيم الإيجابية، مثل الشجاعة والتضامن، لكنها أيضاً تحذير من مخاطر الوقوف ضد الظلم دون دعم كافٍ.
في الختام، تبقى قصة عوض شهادة حية على أهمية الوقوف إلى جانب الضعفاء في مواجهة الاعتداءات، سواء كانت لفظية أو جسدية. رغم الإصابات البالغة التي تعرض لها، إلا أن موقفه يعزز من فكرة أن الشجاعة الحقيقية تأتي من الدفاع عن الآخرين، حتى لو كان الثمن باهظاً. في مجتمع يسعى للأمان والعدالة، يجب أن تكون مثل هذه القصص دافعاً لتعزيز التشريعات والوعي ضد العنف الأسري، خاصة في المناطق النائية. إن الأحداث مثل هذه تذكرنا بأن الدفاع عن الحقوق يمكن أن يكون بطولياً، لكنه يتطلب أيضاً شبكة دعم قوية من المجتمع والسلطات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. في النهاية، يظل التركيز على بناء ثقافة احترام وحماية لكل الأفراد، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، لضمان مجتمع أكثر عدلاً وأماناً.
تعليقات