في مقابلة مع قناة سي إن بي سي العربية، أكد يوسف الشلاش، رئيس مجلس إدارة شركة دار الأركان للتطوير العقاري، على أهمية الشراكات الاستراتيجية في تعزيز المشاريع العقارية بالمملكة العربية السعودية. الشركة، كشريك رئيسي في صفقة استحواذ على أرض بقيمة 4.5 مليار ريال في جدة، تعمل على تطوير مشاريع ضخمة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وجذب الاستثمارات. هذا الاستحواذ يمثل خطوة واضحة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تطوير المناطق الحيوية.
تطوير دار الأركان للمشاريع العقارية
أعلن يوسف الشلاش عن تشكيل تحالف بين شركة دار الأركان وشركتي دار جلوبال ومنظمة ترامب لتطوير مشروع على قطعة الأرض في جدة. يتوقع الشلاش أن تنطلق المرحلة الأولى من هذا المشروع في بداية العام المقبل، حيث سيحمل اسم “مانهاتن” ويمتد على مساحة مليون متر مربع قرب طريق الملك عبد العزيز وجوار الكورنيش. سيضم المشروع تشكيلة متنوعة من الوحدات، بما في ذلك شقق فندقية وأخرى سكنية، بالإضافة إلى مكاتب حديثة وشريط أخضر مستوحى من سنترال بارك في نيويورك. وفقاً للخطط، سيتم تنفيذ المشروع عبر ثلاث مراحل رئيسية، مما يعكس التزام الشركة بمعايير الجودة العالية والابتكار في مجال التطوير العقاري.
كما ذكر الشلاش أن الشركة ستعمل على إنشاء صندوق استثماري يتم طرحه على المستثمرين بشكل خاص، مع توقع إطلاقه في بداية السنة القادمة، حيث بدأت الإجراءات الأولية له. أما بالنسبة للأراضي غير المطورة البالغة نحو 3 ملايين متر مربع شمال الرياض، فهي حالياً في مراحل التخطيط النهائية، ومن المتوقع دمجها في برنامج “وافي” خلال الربع الأول من العام المقبل. هذا النهج يعزز من فرص التنمية المستدامة في المناطق الاستراتيجية، مما يدعم نمو القطاع العقاري بشكل عام.
في سياق آخر، تحدث الشلاش عن قرار تثبيت الإيجارات لمدة خمس سنوات، مشيراً إلى أن معظم عقارات شركة دار الأركان هي تجارية أو تؤجر لمؤسسات وشركات كبيرة، مما يقلل من التأثير عليها. بالإضافة إلى ذلك، فإن قرار فتح تملك العقارات للأجانب داخل المملكة من المحتمل أن يزيد من الطلب، خاصة من عملاء شركة دار جلوبال. أما بخصوص رفع نسبة التملك الحر لأسهم الشركة أمام الأجانب، فهو لا يزال قيد الدراسة دون تحديد نسبة محددة حتى الآن. وفيما يتعلق ببرنامج الصكوك، أكد الشلاش أن الشركة أصدرت أكثر من 13 ورقة مالية على مدار العشرين عاماً الماضية، وسددت 11 منها دون أي تأخير، مما يبرز التزامها بالالتزامات المالية.
من جانب آخر، تشمل خطط الشركة الاستمرار في تعزيز شراكاتها، كما في صفقة جدة التي تم الإعلان عنها في فبراير الماضي بالتعاون مع شركة كنزي العربية ومجموعة من المستثمرين، بقيمة 4.46 مليار ريال. حصة دار الأركان في هذه الصفقة تصل إلى 80%، وقد تم الانتهاء من إجراءات نقل الملكية، مع التركيز الآن على الحصول على الموافقات اللازمة لبدء أعمال التطوير. كما أن جزءاً كبيراً من أراضي الشركة، البالغة 2.83 مليون متر مربع، يقع ضمن نطاق رسوم الأراضي البيضاء، مما يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار المستدام. هذه الجهود جميعها تعكس رؤية دار الأركان في دفع عجلة التنمية العقارية في المملكة.
فرص الشركة العقارية في الاستثمار
مع تزايد الاهتمام بالقطاع العقاري في السعودية، تقف دار الأركان كمحرك رئيسي للفرص الاستثمارية الجديدة. الشركة تركز على بناء شراكات تعزز من جاذبية المشاريع، مثل تلك المرتبطة ببرامج التنمية الوطنية. من المتوقع أن يساهم مشروع مانهاتن في جدة بإضافة قيمة إقتصادية كبيرة، من خلال توفير فرص سكنية وعمل تجارية. كما أن الخطط لدمج الأراضي الجديدة في برنامج وافي ستفتح أبواباً للمستثمرين المحليين والدوليين، مدعومة بقرارات حكومية تتيح التملك للأجانب. هذا التوجه يعزز من مكانة الشركة كقائد في السوق، مع التركيز على الابتكار والاستدامة في كل مشروع. إجمالاً، يبدو أن دار الأركان على استعداد للاستمرار في النمو، مما يعكس تفاؤلاً بمستقبل مشرق لقطاع التطوير العقاري في المملكة.
تعليقات