مفاجأة كبرى من الصندوق الثقافي.. استثمار هائل يكشف سر تحول السينما السعودية إلى قوة إقليمية

تأسيس صندوق استثماري ثقافي لقطاع الأفلام في الرياض

شهدت الرياض حدثًا بارزًا في مجال الاستثمار الثقافي بالمملكة العربية السعودية، حيث أعلن الصندوق الثقافي عن إنشاء ثاني صندوق استثماري متخصص في صناعة الأفلام. هذا الإعلان جاء خلال مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي عقد في مركز الملك فهد الثقافي. الاتفاقية الجديدة، التي وقعها وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة الصندوق الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، تأتي برأسمال يصل إلى 375 مليون ريال، ويتم إدارتها من قبل شركة “بي أس أف كابيتال” بالشراكة مع الصندوق الثقافي كمستثمر رئيسي، ومع شركة عالمية رائدة في إنتاج الأفلام. يركز هذا الصندوق على تعزيز الاستثمارات في مجالات الإنتاج السينمائي، التوزيع، وتطوير البنية التحتية، مما يساعد في بناء صناعة أفلام سعودية قوية تستطيع المنافسة على المستوى الإقليمي والدولي. من خلال دعم المشاريع المبتكرة داخل المملكة وخارجها، يعتمد الصندوق أفضل الممارسات العالمية في إدارة الأصول والمخاطر، لضمان استدامة القطاع وتوفير فرص أكبر لصانعي المحتوى المحليين.

دعم تطوير صناعة السينما السعودية

مع إطلاق هذا الصندوق الجديد، يرتفع إجمالي استثمارات الصندوقين الآن إلى 750 مليون ريال، بالإضافة إلى الصندوق الأول المعروف بـ”الصندوق السعودي للأفلام”. هذا الارتفاع يعكس الاهتمام المتزايد بتطوير قطاع السينما في السعودية وتحسين بنيته التحتية. إن هذه الخطوة تدل على جاذبية السوق السعودي للمستثمرين العالميين، مدعومة بمميزاتها الثقافية والاقتصادية، وفقًا لأهداف رؤية السعودية 2030. الصندوق يركز على دعم المنشآت المتخصصة مثل استوديوهات التصوير ومراكز التوزيع الحديثة، بالإضافة إلى تقديم فرص للمواهب السعودية من مخرجين ومنتجين للانخراط في مشاريع سينمائية عالمية. يلعب الصندوق الثقافي دورًا حيويًا هنا، حيث يتجاوز التمويل ليشمل ابتكار حلول تعزز النمو الاقتصادي والثقافي، مساهمًا في تعزيز الهوية الوطنية من خلال إنتاج أعمال فنية تعكس تاريخ وثقافة المملكة.

يُعتبر إطلاق هذا الصندوق تحولًا كبيرًا في مستقبل صناعة السينما السعودية، حيث يساهم كقطاع إبداعي واقتصادي في تنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى تعزيز السياحة الثقافية عبر أفلام تبرز جماليات المملكة. هذه المبادرة تشجع على الشراكات الدولية مع شركات الإنتاج العالمية، مما يساعد في بناء صناعة سينمائية مستدامة تتكامل بين الحفاظ على الهوية الثقافية والانفتاح على التطورات العالمية. في الختام، تؤكد السعودية من خلال هذه الخطوات التزامها بتحويل نفسها إلى مركز إقليمي لصناعة الأفلام، مما يفتح آفاقًا واسعة للابتكار والتعاون الدولي.