البحرية الإسرائيلية تعترض أسطول الصمود قبل وصوله إلى غزة.

أعلن أسطول الصمود العالمي، الذي يسعى إلى نقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، تعرضه لعمليات اعتراض من قبل البحرية الإسرائيلية في عملية غير قانونية. وقد أبلغ الأسطول أن قوات إسرائيلية تسلقت متن السفن وأجرت مناورات تعيق حركتها، مما أدى إلى تعطيل الأجهزة الإلكترونية والكاميرات على متنها. وفق بيان صادر عن الأسطول، يواجه الطاقم والناشطون مخاطر غير معروفة تمامًا، حيث اعترضت قوات إسرائيلية سفينة ثالثة ضمن الأسطول مؤخرًا، مما يعكس تصعيدًا في التوترات البحرية.

أسطول الصمود يتحدى الاعتداءات

في هذا السياق، أكد الأسطول أن الحكومة الإسرائيلية حاولت ترهيب أفراده عبر الاتصال الراديوي، محذرة من إيقاف السفن ومصادرتها إذا لم يغيروا مسارهم نحو غزة. وعلى الرغم من رصد أكثر من 20 سفينة مجهولة الهوية على بعد ثلاثة أميال بحرية، يصر الأسطول على مواصلة رحلته، مع توقع اعتراضات إضافية. كما ذكر الأسطول أن سفينتين إسرائيليتين اقتربتا من قواربه، وأجرتا مناورات خطيرة تهدد السلامة، حيث حاصرتا سفينتي “ألما” و”سيرياس”. وفق تشياغو آفيلا، أحد المنظمين، تعرضت جميع أجهزة الملاحة والاتصالات لهجوم إلكتروني، مما يعرض مدنيين من أكثر من 40 دولة لمخاطر جسيمة، على الرغم من إعادة بعض الاتصالات لاحقًا.

يستمر الأسطول في توجهه نحو غزة، حيث يتوقع الوصول صباح الخميس إذا لم يتعرض لمزيد من العرقلة. وفق مقطع فيديو نشر على صفحة الأسطول عبر “إنستغرام”، يظهر ظل سفينة حربية إسرائيلية مزودة بأسلحة قرب السفن المدنية، مما يؤكد التهديدات المحتملة. من جانبها، نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية أي اعتداء غير قانوني، مدعية أن الأسطول يدخل منطقة قتال نشطة ويخترق حصارًا بحريًا مشروعًا. وأشارت الوزارة إلى استعدادها لنقل المساعدات عبر قنوات آمنة، إلا أن هذا الاقتراح رفضه الأسطول، الذي يؤكد على ضرورة كسر الحصار مباشرة.

يتكون الأسطول من أكثر من 40 قاربًا مدنيًا، يقل حوالي 500 شخص، بينهم برلمانيون ونشطاء مثل غريتا ثونبرغ، الذين يهدفون إلى تسليم الغذاء والأدوية إلى غزة، حيث يقع الأسطول حاليًا على بعد 120 ميلًا بحريًا من السواحل. ساهمت دول مثل إيطاليا وإسبانيا بإرسال سفن لمرافقة الأسطول لأغراض الإنقاذ، لكنها توقفت عند 150 ميلًا بحريًا لأسباب أمنية، بينما تتابع طائرات تركية مسيّرة الرحلة. وفي خطوة دبلوماسية، طالبت إيطاليا واليونان إسرائيل بعدم إيذاء الناشطين، مع اقتراح تسليم المساعدات عبر الكنيسة الكاثوليكية، اقتراح رفضه الأسطول كونه يعيق الوصول المباشر.

القافلة البحرية تواجه انتهاكات دولية

من جانب آخر، أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، أن أي اعتراض للأسطول يمثل انتهاكًا للقانون الدولي وقانون البحار، معتبرة أن إسرائيل لا تمتلك السلطة على المياه الدولية قبالة غزة. وتأتي هذه المحاولة في سياق تاريخي من الجهود لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 2007، حيث فشلت محاولات سابقة مثل تلك التي في عام 2010، والتي أسفرت عن مقتل تسعة نشطاء، وأخرى في يونيو الماضي التي أدت إلى احتجاز ثونبرغ وأعضاء طاقم. يبرز هذا الأسطول كرمز للمقاومة الدولية، حيث يعرض الواقع الإنساني في غزة ويطالب بإنهاء الحصار، رغم التهديدات التي تثير مخاوف دولية واسعة. ومع استمرار التوتر، يظل الأسطول رمزًا للتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، محاولًا تغيير الواقع رغم العوائق.