المملكة السعودية تُطلق مبادرة عالمية بالتعاون مع الأمم المتحدة لبناء القدرات السيبرانية

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله –، انطلقت النسخة الخامسة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني في الرياض، حيث أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عن هذا الحدث الذي يركز على تعزيز المكتسبات المشتركة في الفضاء السيبراني. ينظم المنتدى من قبل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بالتعاون مع مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني والشركة السعودية لتقنية المعلومات (سايت)، ويستمر لمدة يومين مع مشاركة نخبة من صناع القرار وخبراء عالميين من 128 دولة، مما يعكس التزام العالم بمواجهة التحديات السيبرانية المتنامية.

المنتدى الدولي للأمن السيبراني: تعزيز المكتسبات المشتركة

في كلمته الافتتاحية، أكد سمو الأمير فيصل بن بندر أهمية المنتدى في تعزيز الجهود الدولية، مستذكراً كلمة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – في النسخة السابقة، التي شددت على ارتباط الأمن السيبراني بنمو الاقتصادات واستقرار المجتمعات. هذا العام، يركز المنتدى على استثمار الإنسان وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات، مع الإعلان عن المبادرة العالمية لبناء القدرات الدولية في الفضاء السيبراني، التي تهدف إلى سد الفجوات في المهارات السيبرانية، حيث يُقدر عدد المتخصصين الناقصين عالمياً بـ2.8 مليون وفقاً لتقارير متخصصة. تخطط المبادرة للعمل من خلال خمسة مسارات رئيسية تشمل البحث والتطوير، والتمارين السيبرانية، والتدريب، وتطوير السياسات، وورش العمل، لتعزيز القدرات في مجالات مثل حماية الأطفال وتمكين المرأة.

بناء القدرات العالمية في الفضاء السيبراني

تأتي هذه المبادرة استجابةً للتحديات الاستراتيجية العالمية، كما أشار معالي محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني المهندس ماجد بن محمد المزيد، الذي أبرز دور المملكة العربية السعودية كنموذج رائد في هذا المجال. المملكة، من خلال مبادرات مثل حماية الطفل في الفضاء السيبراني وتمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني، تسعى لتعزيز التعاون الدولي وتقليل التهديدات، مما يعزز الصمود السيبراني عالمياً. كما ثمن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته هذه المبادرة، مؤكداً على ضرورة الشراكات العالمية لجعل الفضاء السيبراني آمناً ومفتوحاً، مع الاستثمار في بناء المهارات وتعزيز الشمولية. المنتدى، الذي بدأ في عام 2020، يستمر في توحيد جهود الحكومات والقطاع الخاص والأكاديميين لصياغة رؤى جديدة، حيث أسست المملكة مؤسسات مثل مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب ومؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني لدفع عجلة التنمية. هذه الجهود تُسهم في نقل المعرفة وتطوير القدرات البشرية، مما يضمن رقياً اقتصادياً واجتماعياً عالمياً، مع التركيز على مواجهة النقص في المتخصصين وتعزيز الوعي بين صناع القرار لمواجهة التهديدات المتزايدة. في الختام، يمثل هذا المنتدى خطوة حاسمة نحو عالم أكثر أماناً في الفضاء الرقمي، حيث يتجاوز تأثيره الحدود ليحقق الرخاء المشترك.