بالفيديو.. مواطن أصم أبكم في حائل يستقبل جيرانه وضيوفه يومياً بالطعام والقهوة!

شاتل الشمري هو مواطن من حائل يمثل قصة إلهامية، حيث يتجاوز تحديات الإعاقة الشديدة بكرم هائل وعزيمة لا تفتر. رغم أنه لا يسمع ولا يتكلم، إلا أنه يفتح أبواب منزله كل يوم لاستقبال الضيوف والجيران، مما يجعله رمزاً للتواصل الإنساني النقي. هذه العادة اليومية تحول حياته إلى مركز اجتماعي يجمع أفراداً من مختلف الخلفيات، محافظاً على تراث الضيافة في المجتمع المحلي.

شاتل الشمري: رمز الكرم رغم الإعاقة

في حائل، يقف شاتل الشمري كمثال حي للإصرار والإيجابية، حيث يواجه إعاقته بعزم لا يتزعزع. يتردد الجيران يومياً إلى منزله، حيث يجدون فيه شخصاً يبذل قصارى جهده ليكون مضيفاً مثالياً، رغم عدم قدرته على الكلام أو السمع. كما يروي أحد الجيران، سالم الويباري، أن شاتل الشمري ينتمي إلى فئة الأشخاض ذوي الهمم العالية؛ فهو أول من يصلي في المسجد مع الفجر، ويعتني بتقديم وجبات الفطور والطعام للجميع طوال أيام الأسبوع. هذا الالتزام يعكس كيف يحول تحدياته إلى فرص للعطاء، مما يجعل منزله بيئة دافئة تكسر حواجز التواصل التقليدية.

إن حياة شاتل الشمري تخبرنا عن قدرة الفرد على التغلب على الصعوبات من خلال الأفعال، لا الكلمات. في كل صباح، يستيقظ ليعد الطعام ويقدم القهوة، مستخدماً إشارات بسيطة وابتسامة دائمة ليوصل رسالته. هذا السلوك لم يقتصر على الأقارب، بل امتد إلى الجيران وأصدقاء الحي، مما يعزز الروابط الاجتماعية في المنطقة. زايد اللويش، جاره الآخر، يصف عزيمته القوية التي تجعله يبقي منزله عامراً من الصباح حتى المساء، مليئاً بالسوالف الجميلة والاجتماعات الودية، رغم غياب الكلام. هذا النهج يذكرنا بأهمية التواصل غير اللفظي، حيث تعبر الأفعال عن المشاعر بشكل أعمق.

الرجل ذو الإعاقة الذي يجمع القلوب

عبدالوهاب الشلافي، كجار قريب، يشهد على كيف أن شاتل الشمري يجمع أهل الحارة يومياً، سواء كانوا قريبين أو بعيدين، حول طاولة الفطور أو كوب القهوة الساخن. هذه الجلسات ليست مجرد اجتماعات عادية، بل هي مناسبات تعزز الصداقة والتآلف، حيث يشعر الجميع بالترحاب والاحترام. رغم إعاقته، فإن شاتل الشمري يمثل نموذجاً للكرم الذي يتجاوز الحدود، مما يلهم الآخرين للاعتراف بقيمة الإنسانية في مواجهة التحديات. يبقى منزله ملتقى للأفكار والقصص، حيث يتبادل الزوار تجاربهم ويجدون فيه مصدر إلهام لمواجهة صعوبات الحياة.

بذلك، يستمر شاتل الشمري في تعزيز قيم المجتمع من خلال أفعاله اليومية، حيث أصبح قصته تُروى كدليل على أن الإعاقة لن تكون عائقاً أمام الرغبة في العطاء. في هذه الأيام، يزداد تأثيره مع مرور الزمان، حيث يشجع الآخرين على تبني سلوكيات مشابهة، مثل مساعدة الآخرين والتركيز على الإيجابيات. هذا النهج يعكس ثقافة الحياة في حائل، التي تؤكد على أهمية الضيافة والتكافل الاجتماعي. في النهاية، يظل شاتل الشمري دليلاً حياً على أن الكرم والصبر يمكن أن يغيران العالم، حتى في أصعب الظروف. هذه القصة تذكرنا بأن الإمكانيات الحقيقية تكمن في نفس الإنسان، وأن الروابط الإنسانية هي الأقوى عندما تكون مبنية على الفعل لا الكلام. بشكل يومي، يواصل هو تجسيد هذه القيم، مما يجعل حياته مصدر فخر لكل من يعرفه.