الصين تتصدر تحدياً تكنولوجياً هائلاً لأمريكا مع ثورة غير محدودة تحدث تطورات كبيرة.

في مدينة هانغتشو الصينية، انطلقت النسخة الرابعة من المعرض العالمي للتجارة الرقمية، حيث قدمت الصين عرضًا شاملاً لأحدث ابتكاراتها التكنولوجية على مساحة واسعة تفوق حجم 21 ملعب كرة قدم. هذا الحدث أبرز الجهود الصينية في تعزيز الابتكار الرقمي، مع تركيز على كيفية تأثير هذه التكنولوجيا على الحياة اليومية والاقتصاد العالمي.

التكنولوجيا الصينية في المعرض

من بين الجزء الأكبر من العروض، شملت المنتجات المبتكرة روبوتات قتالية وأخرى لتنظيف المرافق، إلى جانب سيارات كهربائية تعمل ضمن منافسة شديدة، بالإضافة إلى أجهزة ذكية أخرى تبرز تفوق الصين في مجال الابتكارات التكنولوجية. رغم ذلك، واجهت شركات أجنبية مثل تسلا تحديات في السوق المحلي، حيث تراجعت مبيعاتها بسبب القوة التنافسية للمنتجات الصينية، ولم تتم الموافقة على سيارة سايبرترك في البلاد.

التقدم الرقمي والتوسع

أما على المستوى السياسي، فقد أرسل المعرض رسالة قوية عن فشل محاولات عزل الصين اقتصاديًا، حيث شارك أكثر من 11 ألف مشترٍ دولي، بزيادة تجاوزت 64% مقارنة بالعام السابق. المسؤولون الصينيون دعوا إلى تعزيز التعاون الدولي في الاقتصاد الرقمي، على الرغم من الاتهامات المتبادلة، مثل وصف ترمب للصين بأنها “سرقت” تقنيات من الولايات المتحدة. كما قدمت الصين إجراءات جديدة لجذب المواهب، من خلال تأشيرات تسهل دخول خريجي العلوم والهندسة، مما يعكس انفتاحها على الخبرات العالمية.

وفي الوقت نفسه، تواصل شركات مثل iFlyTek تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي رغم الحظر الأمريكي، محققة نجاحات بارزة من خلال منتجات جديدة مثل أجهزة تصحيح الامتحانات وروبوتات متعددة اللغات. يدعم زعيم الصين شي جينبينغ فكرة “الاعتماد على الذات” في التكنولوجيا، لتجنب التبعية على التقنيات الأجنبية، مع التركيز على بناء نظام مستقل يعزز السيادة الاقتصادية. ومع ذلك، تواجه الشركات الصينية تحديات في تحقيق ربحية مستدامة، بسبب الفائض التجاري والمنافسة العالمية والقيود المفروضة من الولايات المتحدة.

أما فيما يتعلق بالمستقبل، فإن شركات ناشئة مثل DeepSeek تواجه صعوبات في إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي، مما يسلط الضوء على حدود التقدم الذاتي في بعض المجالات التكنولوجية. هذه التحديات لا تعيق فقط النمو المحلي، بل تؤثر على القدرة التنافسية عالميًا، مما يدفع الصين لاستكشاف طرق جديدة للتعاون والابتكار. في النهاية، يبقى المعرض دليلاً على أن الصين قادرة على دفع عجلة التكنولوجيا إلى الأمام، مع الاستمرار في جذب الاستثمارات والمواهب لتعزيز مكانتها كقوة رائدة في الاقتصاد الرقمي.