مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة تنظم برنامجاً في بناء المهارات بالتعاون مع الأمم المتحدة
في عالم يشهد تطوراً سريعاً في مجال التكنولوجيا والمعرفة، تبرز مبادرات مثل تلك التي تقودها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة كعلامة بارزة على التزام الإمارات العربية المتحدة بتعزيز التنمية البشرية العالمية. أعلنت المؤسسة مؤخراً عن تنظيم برنامج مبتكر لبناء المهارات بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة، مما يعكس رؤية شاملة لدعم الأجيال الشابة وتعزيز القدرات العالمية. في هذا المقال، سنستعرض أبرز تفاصيل هذا البرنامج وأهميته في سياق التحديات العالمية المعاصرة.
خلفية المؤسسة ودورها في التنمية
مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي أسسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في عام 2007، هي إحدى المنصات الرائدة في الإمارات لترسيخ ثقافة المعرفة والابتكار. تهدف المؤسسة إلى تعزيز الوصول إلى التعليم عالي الجودة، ودعم الشراكات الدولية، وتشجيع البحث العلمي لتحقيق التنمية المستدامة. منذ إنشائها، شاركت المؤسسة في العديد من المبادرات الدولية، مثل التعاون مع منظمات مثل اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، مما يؤكد على دورها كجسر بين الإمارات والعالم.
في السنوات الأخيرة، تحولت المؤسسة إلى محرك رئيسي لبرامج بناء المهارات، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها الجائحة العالمية وثورة الذكاء الاصطناعي. البرنامج الجديد الذي أعلن عنه بالتعاون مع الأمم المتحدة يأتي كامتداد لهذه الجهود، حيث يركز على تعزيز مهارات أساسية تتعلق بالتنمية المستدامة، مثل المهارات الرقمية، إدارة الموارد، والمهارات الناعمة مثل القيادة والعمل الجماعي.
تفاصيل البرنامج: أهداف ومحتوى
يُعد البرنامج الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة بالشراكة مع الأمم المتحدة واحداً من أبرز المبادرات في مجال بناء المهارات، حيث يستهدف أكثر من 500 مشارك من مختلف دول العالم، بما في ذلك الشباب والمهنيين والمؤسسات. البرنامج، الذي يمتد لمدة ستة أشهر، يركز على ثلاث محاور رئيسية:
-
بناء المهارات الرقمية والتكنولوجية: يشمل تدريبات على استخدام الذكاء الاصطناعي، البرمجة، وأدوات التحليل البياني، لمواكبة الثورة الرقمية ودعم أهداف التنمية المستدامة (مثل الهدف الرابع المتعلق بالتعليم الجيد للجميع).
-
تطوير المهارات الناعمة والقيادية: من خلال ورش عمل ودورات تدريبية، يركز البرنامج على مهارات مثل التواصل الفعال، حل النزاعات، والقيادة المستدامة، مع التركيز على كيفية تطبيقها في سياقات عالمية متعددة الثقافات.
-
الشراكات والتطبيق العملي: يشمل البرنامج جلسات عمل مشتركة مع خبراء من الأمم المتحدة، حيث يتم تطبيق المهارات في مشاريع حقيقية، مثل دعم التنمية المجتمعية أو مواجهة تغير المناخ. كما يوفر البرنامج منحاً دراسية وفرص تدريبية للمشاركين من الدول النامية.
أحد أبرز ما يميز هذا البرنامج هو النهج المتكامل، حيث يجمع بين التعلم الافتراضي والعملي، مما يسمح للمشاركين بالحصول على شهادات معترف بها دولياً من مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة والأمم المتحدة.
أهمية البرنامج في السياق العالمي
في ظل التحديات العالمية مثل البطالة بين الشباب والفجوة الرقمية، يأتي هذا البرنامج كمساهمة حاسمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. يساعد البرنامج في تعزيز الشراكات بين الدول النامية والمتقدمة، حيث تقدم الإمارات نموذجاً للتنمية المعرفية من خلال هذه المبادرة. كما أنه يعكس التزام الإمارات بالمسؤولية العالمية، حيث ساهمت بلدان الخليج في دعم العديد من البرامج الدولية، مما ينعكس إيجاباً على سمعة الإمارات كمركز للابتكار.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم البرنامج في بناء جيل من الزعماء القادرين على مواجهة التحديات المستقبلية، مثل تغير المناخ والاقتصاد الرقمي. وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، يحتاج العالم إلى تدريب ملايين الأفراد على المهارات الحديثة لتحقيق أهداف التنمية بحلول عام 2030، ويُعتبر هذا البرنامج خطوة نحو ذلك الهدف.
التحديات والتأثير المستقبلي
رغم أهميته، يواجه البرنامج تحديات مثل ضمان الوصول إلى التكنولوجيا في الدول ذات البنية التحتية الضعيفة، لكن المؤسسة تخطط للتغلب عليها من خلال شراكات مع منظمات غير حكومية. من المتوقع أن يؤدي البرنامج إلى تأثيرات إيجابية طويلة الأمد، مثل زيادة فرص العمل للمشاركين وزيادة الوعي العالمي بقضايا التنمية.
في الختام، يمثل برنامج بناء المهارات الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة بالتعاون مع الأمم المتحدة نموذجاً مشرفاً للتعاون الدولي. يؤكد هذا البرنامج على دور الإمارات كقوة إيجابية في العالم، ويشجع على دعم مثل هذه المبادرات لتحقيق عالم أكثر معرفة واستدامة. إذا كنت مهتماً بالمشاركة، يمكنك زيارة موقع المؤسسة الرسمي للحصول على المزيد من التفاصيل.
تعليقات