اغتيال مرشح لمجلس الشعب السوري في محافظة طرطوس!

اغتيل المرشح السوري لعضوية مجلس الشعب في محافظة طرطوس، الدكتور حيدر يونس شاهين، في هجوم مسلح أودى بحياته داخل منزله في قرية ميعار شاكر. كان الهجوم قد حدث مساء الثلاثاء، حيث أطلق مسلحون مجهولون النار عليه مباشرة، مما أثار موجة من الغضب والاستياء بين الناشطين والمواطنين في المنطقة. هذه الحادثة الأليمة تجسد التحديات الأمنية التي تواجه العملية الانتخابية في سوريا، حيث يواجه الكثيرون من المرشحين تهديدات ومخاطر قد تؤثر على مسيرة الديمقراطية الناشئة.

اغتيال المرشح السوري في طرطوس

أكد ناشطون سوريون أن الجاني نفذ الجريمة بحق شاهين، الذي كان أكاديمياً متخصصاً في الهندسة الزراعية، ثم هرب من مكان الحادث دون أن يتم القبض عليه. من جانبها، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن الجهات الأمنية باشرت التحقيق في الحادث وستصدر بياناً رسمياً فور الانتهاء من الإجراءات اللازمة. في سياق متصل، اتهم مصدر إعلامي حكومي في دمشق فلول النظام السابق بارتكاب هذه الجريمة، مشيراً إلى أن شاهين كان قد تلقى تهديدات سابقة من عناصر مرتبطة بالنظام السابق، خاصة فيما يتعلق بالترشيح لمناصب في الساحل السوري. هذه الاتهامات تبرز التوترات السياسية المستمرة في البلاد، حيث يبدو أن بعض القوى تسعى لعرقلة الانتخابات من خلال الإبقاء على جو من الخوف والعنف.

بالإضافة إلى ذلك، أشار رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري، محمد طه الأحمد، إلى أن عدد المرشحين الإجمالي بلغ 1578 مرشحاً، مع تمثيل نسبة 14% من النساء بينهم. وتفاوتت نسبة الترشيح النسائي بين المحافظات، مما يعكس تنوعاً في المشاركة السياسية. كما حدد الأحمد موعد الاقتراع في الخامس من أكتوبر المقبل، حيث ستبدأ عملية التصويت من الساعة التاسعة صباحاً وتستمر حتى إغلاق الصناديق، ثم يبدأ فرز الأصوات ابتداءً من الرابعة مساءً. هذه التفاصيل تظهر جهوداً لتنظيم عملية ديمقراطية رغم الظروف الأمنية الصعبة، إذ يأمل الكثيرون في أن تكون هذه الانتخابات خطوة نحو تعزيز الاستقرار والمشاركة الشعبية.

جريمة سياسية تهز الساحة الانتخابية

في الوقت الذي تبرز فيه هذه الجريمة كحدث دراماتيكي، يُذكر أن اغتيال شاهين ليس مجرد حادث عابر، بل يعكس صراعات أعمق في المشهد السياسي السوري. فقد أدى هذا الحادث إلى زيادة القلق بين المرشحين الآخرين، الذين يخشون تعرضهم لمثل هذه الهجمات، خاصة في المناطق الحساسة مثل طرطوس. من ناحية أخرى، يُعتبر هذا الاغتيال تحدياً مباشراً لعملية الانتخابات، التي تهدف إلى تشكيل مجلس شعبي يمثل الشعب السوري بشكل أفضل. وفقاً للمصادر الرسمية، فإن السلطات تعمل على تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان سير الانتخابات بسلام، مما يشمل مراقبة المناطق الحيوية وتعزيز الحماية للمرشحين.

بالعودة إلى سياق الانتخابات، يبرز أن مشاركة النساء بنسبة 14% تمثل تقدماً نسبياً في مجال المساواة السياسية، حيث كانت بعض المحافظات تشهد زيادة في الترشيحات النسائية، مما يعكس رغبة في تغيير الواقع الاجتماعي. ومع اقتراب يوم الاقتراع، يتزايد التركيز على أهمية المشاركة الشعبية لتعزيز الديمقراطية، رغم التحديات الأمنية التي قد تثني بعض المواطنين عن التصويت. في الختام، يبقى اغتيال شاهين وصمة عار على الجهود الانتخابية، لكنه قد يدفع نحو تحقيق عزم أكبر على بناء مستقبل أكثر أماناً وعدالة في سوريا، مع التركيز على أهمية حماية الحقوق السياسية لكل المواطنين. ومع ذلك، يجب أن تستمر السلطات في التحقيقات لكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل.