كشفت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أن بلادها قدّمت مقترحاً للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، إلا أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حدد موعداً ولم يحضر. وأوضحت أن المقترح الإيراني لتأجيل آلية “الزناد” لمدة 45 يوماً لم يحظ بقبول، كما رفضت الأطراف الأخرى المطالب الإيرانية بشأن تخفيف الضغوط على مخزون اليورانيوم بنسبة 60% مقابل إلغاء آلية “سناب باك” بالكامل. وفي السياق نفسه، أكدت إيران دعوتها لعقد اجتماع مع دول الترويكا الأوروبية وممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن هذه الدعوة لم تلق قبولاً أو حضوراً فعالاً.
آلية الزناد وتداعياتها
يعد تفعيل آلية “الزناد” خطوة حاسمة في الصراع النووي الإيراني، حيث أدى إلى تبني الحكومة الإيرانية خططاً اقتصادية جديدة لمواجهة الظروف الحربية والعقوبات المترتبة. وقالت المتحدثة إن الحكومة تعمل على إعداد برنامج اقتصادي يتناسب مع التشكيل الوزاري الحالي، مع التركيز على حماية معيشة المواطنين وتنفيذ مبادرة “بطاقة السلع” التي شدد عليها الرئيس الإيراني. هذا البرنامج سيتم عرضه على مجلس الوزراء في الأسبوع القادم، بهدف تعزيز الاستقرار الاقتصادي وسط الضغوط الدولية.
آلية الضغط السياسي
من جانب آخر، اعتبرت المتحدثة أن جميع الإجراءات الإيرانية تندرج ضمن المصالح الوطنية، مع الإشارة إلى أن وجود أو غياب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرتبط بهذا السياق. ووصفت آلية “سناب باك” بأنها تحولت من آلية قانونية إلى أداة ضغط سياسي مباشرة على إيران، مما يعكس التوترات الدولية المتصاعدة. كما أكدت أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين، مثل رئيس لجنة الأمن القومي إبراهيم عزيزي، تكذب مزاعم ويتكوف حول وجود تواصل حقيقي مع طهران، معتبرين أن الولايات المتحدة غير مستعدة فعلياً للتفاوض رغم الادعاءات العلنية.
وفي السياق نفسه، سبق للمبعوث الأمريكي أن أعلن خلال حديثه في قمة كونكورديا أن بلاده مستعدة لإيجاد حل دائم مع إيران، سواء عبر التفاوض أو إعادة فرض العقوبات تلقائياً. وقال إن طهران تواجه موقفاً صعباً، مع تأكيده عدم نيته إيذاء إيران، لكنه أشار إلى أن آلية إعادة العقوبات ستكون سريعة. هذه التطورات تبرز التعقيدات في العلاقات الدبلوماسية، حيث يبقى التركيز على الحفاظ على المصالح الإيرانية في مواجهة التحديات الدولية. ومع ذلك، فإن الجهود الإيرانية تواصل التركيز على تعزيز الاقتصاد المحلي وضمان الاستقلال الوطني، رغم الضغوط المتزايدة التي تحولت إلى أدوات سياسية واضحة. يؤكد ذلك على ضرورة استمرار الحوار، على الرغم من الفجوات في الثقة بين الطرفين. وفي نهاية المطاف، يشكل هذا الوضع تحدياً لإيران في موازنة السياسات الداخلية مع الضغوط الخارجية، مع الالتزام بمبادئها الاستراتيجية للحفاظ على الاستقرار.
تعليقات