أعلن الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، عن مخاوف عميقة تجتاح منطقة الخليج العربي، حيث يشير إلى “ناقوس خطر” ينذر بتهديدات متزايدة من الهجمات الإسرائيلية. هذه التصريحات، التي أدلت بها خلال احتفال بذكرى خمسين عامًا لصحيفة عرب نيوز في الرياض، تركز على فشل أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في حماية حليفتها، معتبرًا ذلك علامة على ضرورة تصحيح مسار السياسات الأمريكية في المنطقة. يرى الأمير أن الوضع يتطلب تحركًا فوريًا من قبل الدول الخليجية لمواجهة هذه التحديات، مع دعوة الرئيس دونالد ترامب إلى إعادة النظر في تحالفاته، لكن السؤال يبقى: هل ستنجح هذه الدول في حماية استقرارها أمام التوترات المتزايدة؟
ناقوس خطر يهز الأمن الخليجي
في أجواء الرياض الاحتفالية، طغت تصريحات الأمير تركي الفيصل على المناسبة، حيث حذر من دور إسرائيل كـ”دولة منبوذة” تخالف القواعد الدولية، وذلك في ظل مرور خمسة عقود على تأسيس الصحيفة وعقود من الصراع الفلسطيني. يؤكد الأمير أن غياب الإصلاحات الاستراتيجية في العلاقات التحالفية قد يؤدي إلى تصعيد التهديدات، مقارنًا إسرائيل بجار مشاكس يهدد أمن المنطقة بأكملها. هذا التحذير يأتي مع الإشارة إلى أن الهجمات المحتملة على دول مثل قطر قد تغير ديناميكيات المنطقة، كما حدث مع غزو العراق السابق الذي أعطى إيران نفوذًا أكبر. وفقًا للخبير الأمني الدكتور محمد الخليجي، تعكس هذه التصريحات تحولًا استراتيجيًا في التفكير الخليجي، مع الرجوع إلى مبادرة الملك فهد في عام 1981 كمحاولة سابقة لتعزيز السلام. الآن، يبرز السؤال: هل ستكون هناك ردود فعل خليجية قوية لتعزيز الموقف الأمني، أم ستظل التهديدات تلوح في الأفق؟
إنذار التحديات الإسرائيلية في المنطقة
مع تزايد التوتر في منطقة الخليج، يتمثل التحدي الأكبر في إعادة بناء الشراكات الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة، لمواجهة مقاومة الجماعات الإسرائيلية التي قد تعيق مسيرة السلام. يتوقع الكثيرون أن يلعب الرئيس ترامب دور الوسيط في تصحيح الأخطاء السابقة، لكن مخاوف الانحياز لللوبي الإسرائيلي تظل كبيرة. تاريخ الجهود السعودية لصنع السلام يعود إلى محاولات متعددة مثل مبادرة الملك فهد، والتي كانت تهدف إلى تعزيز الاستقرار، لكن دون إصلاح حقيقي في الاستراتيجيات، قد تستمر التهديدات كعاصفة لا تُقهر. الدول الخليجية تواجه الآن ضرورة مراجعة علاقاتها الإقليمية والعالمية، مع زيادة الشعور بالخطر بين المواطنين، حيث يُرى أن إسرائيل قد تكون السبب الرئيسي في عدم الاستقرار. هل سيتخذ ترامب خطوات للتهدئة، أم سيعمق الانقسامات؟ في نهاية المطاف، يعتمد مستقبل المنطقة على قدرة هذه الدول على تأثير التغييرات العالمية، مع الأمل في أن يستجيب البيت الأبيض لدعوات التعقل. دون سلام شامل، ستبقى الأجواء مشحونة والمنطقة غير مستقرة، مما يدفعنا للتساؤل عما إذا كانت التحالفات التقليدية قادرة على الصمود أمام هذه التحديات الجديدة.
تعليقات