قوات إسرائيلية تحتل أسطول “الصمود” وتفرض عليه التوجه فورًا نحو ميناء أسدود في تطور عاجل.
في الأشهر الأخيرة، شهد البحر الأبيض المتوسط تصعيداً دراماتيكياً مع محاولات أساطيل إغاثية دولية الوصول إلى قطاع غزة، حيث أصبحت قضية الحصار الإسرائيلي محوراً للتوترات الدولية. تتجدد الأحداث مع عمليات قمع جديدة، مما يعكس التحديات التي تواجه جهود تقديم المساعدات الإنسانية.
قوات إسرائيلية تسيطر على أسطول الصمود وتفرض تغييراً في مساره
في تطور مفاجئ، قامت قوات إسرائيلية باعتقال العديد من المشاركين على متن سفن “ألما” و”سيروس”، التي كانت جزءاً من حملة “أسطول الصمود العالمي”. هذه العملية جاءت بعد أن حاصرت سفن حربية إسرائيلية الأسطول، مما أدى إلى انقطاع الاتصالات بين السفن وفرض السيطرة عليها. وفقاً لتقارير من هيئة البث الإسرائيلية، قام عناصر من القوات البحرية بالصعود إلى متن السفن للسيطرة الكاملة، ثم أصدرت التعليمات بتغيير مسار الأسطول نحو ميناء أسدود، بدلاً من وجهته الأصلية نحو غزة. هذا التحرك يأتي في سياق تصعيد متواصل، حيث كانت منظمي الأسطول قد أكدوا عزمهم على مواصلة الرحلة رغم المناورات الترهيبية من جانب إسرائيل، ودعوات من حكومات أوروبية لتجنب المخاطر.
في بيان صادر عن الأسطول حول الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، تم التأكيد على أن السفن كانت تقترب من السواحل المصرية، على بعد نحو 118 ميلاً بحرياً، أو حوالي 220 كيلومتراً، من الأراضي الفلسطينية. وصفت الحادثة بأنها عملية ترهيب مبكرة، حيث حاصرت سفينة حربية إسرائيلية سفينة “ألما” بطريقة عدائية، مما أدى إلى تعطيل الاتصالات عن بعد وقادت القبطان لأداء مناورة طارئة لتجنب الاصطدام. سرعان ما تعرضت سفينة “سيروس” للنفس، مع استمرار التكرار لفترة طويلة، وفقاً للأوصاف الواردة. شهدت النائبة الفرنسية ماري ميسمور، الموجودة على متن “سيروس”، حوادث مشابهة، حيث رأت سفن مجهولة تقترب بشكل مقلق، إلى جانب استخدام أضواء مبهرة وتقطيع الاتصالات الرادارية والإنترنت، مما أثار حالة تأهب عالية بين الطاقم.
التدخل الإسرائيلي في حملة الإغاثة البحرية
يُعتبر هذا الحادث استمراراً لأنماط سابقة، حيث أشار الأسطول في بيان منفصل على منصة “إكس” إلى أنه سيستمر في مساره بعناية، رغم التهديدات التي تشبه ما حدث مع سفن “مادلين” و”حنظلة” في الشهور الماضية. يتكون الأسطول من حوالي 45 سفينة تقل مئات الناشطين من أكثر من 40 دولة، بما في ذلك أشخاص بارزون مثل حفيد نيلسون مانديلا، ماندلا مانديلا، والناشطة البيئية غريتا تونبرغ، والنائبة الفرنسية ريما حسن، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو. يحملون حمولة تشمل حليب أطفال، ومواد غذائية، ومساعدات طبية، في مهمة وصفها المشاركون بأنها “سلمية تماماً وغير عنيفة”، تهدف إلى كسر الحصار على غزة وتقديم العون لسكانها الذين يعانون من الجوع والأزمات الإنسانية الشديدة.
يشكل هذا الأسطول جزءاً من جهود دولية أوسع للضغط على إسرائيل لتخفيف القيود، خاصة في ظل الاتهامات بالإبادة الجماعية في غزة. بدأت رحلة الأسطول من إسبانيا نهاية أغسطس، وهو يمثل تحدياً رمزياً للسياسات الإسرائيلية، حيث يؤكد على الحق في تقديم المساعدات دون عوائق. رغم الضغوط، يصر المشاركون على أن مثل هذه العمليات لن تثنيهم عن هدفهم الأساسي، الذي يتجاوز الإغاثة المادية ليشمل الدعوة إلى وقف كامل للحصار وضمان الحقوق الإنسانية. يعكس هذا الحدث التوترات الدولية المتزايدة حول الأزمة الفلسطينية، ويثير أسئلة حول فعالية الجهود الدبلوماسية في الحؤول دون تصعيد كهذا في المستقبل.
تعليقات