توقيع اتفاق تاريخي.. السعودية وسلطنة عمان تعززان الشراكة بمذكرة تفاهم في مجال التعاون الاستراتيجي

وقعت المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، في العاصمة عمان، على مذكرة تفاهم جديدة تركز على تعزيز التعاون الثنائي في مجال الأوقاف. هذه الخطوة تعكس التزام البلدين الشقيقين بتعميق الروابط التاريخية والأخوية، من خلال تبادل الخبرات والممارسات المتقدمة، لتحقيق تطوير مستدام في هذا القطاع الحيوي الذي يدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

مذكرة تفاهم في مجال الأوقاف

تجسد هذه المذكرة خطوة مهمة في تعزيز الشراكة بين البلدين، حيث وقعها من جانب المملكة العربية السعودية محافظ الهيئة العامة للأوقاف، عماد بن صالح الخراشي، ومن جانب سلطنة عُمان، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أحمد بن صالح الراشدي. يؤكد الخراشي أن هذا الاتفاق يعبر عن قوة العلاقات الأخوية التي تجمع السعودية وعمان، مشدداً على حرص القيادة في البلدين على تعزيز التعاون عبر مختلف المجالات. ويصفها بأنها خطوة استراتيجية تساعد في تبادل الخبرات والتجارب، مما يضمن استدامة موارد الأوقاف وتعظيم دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. من ناحيته، يشير الراشدي إلى أن المذكرة تستثمر في العلاقات الراسخة بين البلدين، بهدف تعزيز تبادل المعرفة والخبرات، وتشمل جوانب مثل تنظيم الفعاليات المشتركة وتبادل الدراسات المتخصصة.

كما تهدف هذه المذكرة إلى تفعيل التعاون في مجالات عديدة، مثل تبادل الخبرات العلمية والعملية في شؤون الأوقاف، وتعزيز دورها في تنمية المجتمع والاقتصاد. تشمل بنودها تبادل التجارب المتعلقة بنظم الوقف وإدارته، بالإضافة إلى آليات حمايته وتنميته، وطرق صرفه واستثماره بفعالية. يتم التركيز أيضاً على تشجيع تبادل المطبوعات، البحوث، والدوريات المتخصصة في الدراسات الوقفية، مع تنظيم فعاليات مشتركة مثل المؤتمرات، الندوات، وحلقات العمل. هذا التعاون يساهم في الاستفادة من الأنظمة المحاسبية، الاستثمارية، الإدارية، والتقنية المطبقة في كلا البلدين، مما يعزز الكفاءة ويرفع من الأداء العام.

بالإضافة إلى ذلك، تنص المذكرة على تبادل الدورات التدريبية وتنظيم زيارات للخبراء، بالتزامن مع تعزيز التعاون في مجال البحوث العلمية ذات الصلة بالأوقاف. هذه الجهود تهدف إلى رفع مستوى القطاع، وتعظيم تأثيره الإيجابي في المجتمعات، مع الالتزام بمبادئ التنمية المستدامة. إن مثل هذه الشراكات تعكس التزام البلدين بتعزيز الدور الحضاري والإنساني للأوقاف، حيث يمكن أن تكون أداة رئيسية لدعم البرامج الاجتماعية والاقتصادية، مثل دعم التعليم، الرعاية الصحية، والمشاريع التنموية. وفي ظل التحديات العالمية، يبرز هذا التعاون كمثال لكيفية تعزيز الروابط الإقليمية من خلال الابتكار والمشاركة المتبادلة.

تعزيز التعاون الوقفي

يعزز هذا الاتفاق التعاون الوقفي بين السعودية وعمان من خلال إطار عمل يركز على الابتكار والتطوير. يساعد تبادل الخبرات في تحسين إدارة الأوقاف، مما يضمن حمايتها من التحديات وتعظيم عائداتها الاقتصادية. على سبيل المثال، يمكن أن يشمل هذا التبادل دراسات حول أفضل الممارسات في استثمار الأوقاف، مثل استخدام التكنولوجيا لتحسين الإدارة الإلكترونية، أو تطوير برامج للاستدامة البيئية. بالنسبة للسعودية، يعني ذلك الاستفادة من خبرة عمان في بعض الجوانب، مثل تنظيم الوقف لدعم المشاريع الاجتماعية، بينما تقدم عمان من خلال هذا الشراكة نماذج سعودية متقدمة في الإدارة المالية.

في الختام، يمثل هذا التعاون خطوة واعدة نحو تعزيز دور الأوقاف في التنمية الشاملة، حيث يعزز من الروابط الثقافية والاقتصادية بين البلدين. من خلال تنفيذ بنود المذكرة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتائج ملموسة، مثل زيادة الكفاءة في إدارة الأوقاف ودعم المبادرات التنموية، مما يعزز الاستدامة ويعكس التزام البلدين بقيم التضامن والتعاون الإقليمي. هذا النهج لا يقتصر على تبادل المعرفة، بل يمدد إلى بناء جيل جديد من المتخصصين في مجال الأوقاف، مما يضمن استمرارية الجهود نحو مستقبل أفضل.