علاج ثوري للعقم: إنتاج أجنة من بويضات مستمدة من خلايا جلدية يفتح أبواباً جديدة أمام البشرية.
كشفت دراسة حديثة أن العلماء تمكنوا من تحويل خلايا جلد بشرية إلى بويضات قابلة للإخصاب، مما أدى إلى إنتاج أجنة مبكرة، وهو تقدم قد يفتح أبوابًا جديدة في مجال علاج العقم. اعتمدت الدراسة على نقل النواة من خلية جلد عادية إلى بويضة مانحة تمت إزالة نواتها الأصلية، مما نتج عنه 82 بويضة وظيفية خضعت لعملية تخصيب في المختبر. هذا الإنجاز يعني إمكانية الحصول على بويضات تحمل الحمض النووي للفرد نفسه، ويمكن تخصيبها بحيوان منوي من شخص آخر، لكن التقنية تحتاج إلى سنوات عديدة قبل أن تصبح متاحة طبيًا.
دراسة العقم الجديدة
في هذه الدراسة، تمكن الباحثون من إنتاج بويضات تعتمد على الخلايا الجلدية، مما يمثل خطوة واعدة لمساعدة النساء اللاتي يعانين من مشكلات الخصوبة، سواء بسبب العمر أو العلاجات الطبية السابقة مثل علاج السرطان. كما أنها قد تكون حلاً للأزواج من ذات الجنس، مثل رجلين يريدان طفلًا مرتبطًا وراثيًا بهما. وفقًا للباحثين، مثل هذه النهج يمكن أن يغير من حياة الكثيرين، لكنه لا يزال في مرحلة التجربة، حيث لم تصل سوى نسبة صغيرة من البويضات إلى مراحل متقدمة من التطور الجنيني.
تقدم بحوث الخصوبة
رغم التحديات، مثل ضمان وجود عدد صحيح من الكروموسومات في البويضات المعاد برمجتها، يرى الخبراء أن هذه الدراسة تمثل بداية مهمة. الفريق البحثي طور طريقة تقلل من الكروموسومات الزائدة لتكوين بويضات تحتوي على 23 كروموسومًا فقط، محاكاةً للعملية الطبيعية. ومع ذلك، لم يتجاوز عدد البويضات الناجحة 9% من الإجمالي، وكانت جميع الأجنة الناتجة غير طبيعية كروموسوميًا، مما يعني أنها غير قادرة على التطور إلى أطفال صحيين. يؤكد المؤلفون ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحسين الفعالية والسلامة، خاصة في فهم كيفية ترتيب الكروموسومات بشكل صحيح، قبل التطبيق السريري.
من جهة أخرى، يشير خبراء مستقلون إلى أن هذا الاكتشاف، رغم كونه مذهلاً، ليس جاهزًا للاستخدام في العيادات. على سبيل المثال، أكدوا أن جميع الأجنة كانت غير طبيعية وراثيًا، مما يتطلب تحسينات كبيرة قبل تطبيقه في عمليات التلقيح الصناعي. ومع ذلك، يعتبر هذا النهج خطوة أساسية لملايين النساء اللواتي يعانين من مشكلات المبيض، حيث يقترب الطب التناسلي من حدوده الحالية في علاج حالات العقم الشديدة. في الطبيعي، لا يصل سوى ثلث الأجنة إلى مراحل متقدمة، وهذا يعكس التعقيد الذي تواجهه هذه التقنية.
بالنظر إلى المستقبل، يمكن لهذه الدراسة أن تكون نقلة في فهم العقم والإجهاض، وقد تؤدي إلى إنشاء خلايا شبيهة بالبويضات أو الحيوانات المنوية لمن لا خيارات أخرى لديهم. ومع ذلك، تظل العوائق الكبيرة، مثل اللوائح التنظيمية، تحول دون تطبيقها السريع. في النهاية، يبقى هذا العمل إثباتًا للمفهوم، يحتاج إلى مزيد من التطوير ليكون آمنًا وفعالًا في مساعدة الأفراد على بناء عائلاتهم. هذه التقدمات تذكرنا بأهمية الاستمرار في البحث لتجاوز حدود الطب الحالي في مجال الخصوبة.
تعليقات