بدعم سعودي.. إطلاق متحف افتراضي لاستعادة القطع المسروقة

شهد مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة في برشلونة حضوراً دولياً واسعاً، حيث تم إطلاق مشروع المتحف الافتراضي للقطع المسروقة كأول منصة رقمية عالمية من نوعها. يدعم هذا المشروع الصندوق السعودي في اليونسكو، ويهدف إلى عرض أكثر من 240 عملاً أثرياً وأحفورياً بتقنيات ثلاثية الأبعاد، مما يوفر تجربة تعليمية متميزة للجمهور العالمي. يمثل هذا الإطلاق خطوة حاسمة نحو تعزيز الحماية الدولية للتراث الثقافي، مع التركيز على مكافحة الاتجار غير المشروع وإعادة القطع إلى أصحابها الأصليين.

المتحف الافتراضي للقطع المسروقة: نهج جديد لحماية التراث

في ختام فعاليات مؤتمر “موندياكولت 2025″، أكد صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، أن هذا المشروع يُعد نقلة نوعية في مجال التعاون الدولي. قال سموه إن المتحف الافتراضي ليس مجرد منصة رقمية، بل هو التزام بالعدالة الثقافية وقدرة على حفظ ذاكرة الشعوب من خلال تقنيات متقدمة. يبرز دعم المملكة العربية السعودية لهذا المبادرة كدليل على التزامها بالتنمية المستدامة، حيث ترفع من مكانتها كدولة رائدة في حماية التراث الإنساني المشترك. وفقاً لتصريحات سموه، فإن هذا الجهد ينطلق من قناعة بأن حفظ التراث يمثل واجباً حضارياً ومسؤولية إنسانية شاملة، مع الدعوة لتعزيز الشراكات العالمية لمواجهة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.

المنصة الرقمية للممتلكات الثقافية: دعم الجهود الدولية لحفظ التاريخ

يعزز هذا المشروع المبتكر الجهود الدولية لمكافحة سرقة التراث الثقافي، حيث يتيح فرصة للتعرف على القطع الأثرية المفقودة من خلال واجهة رقمية متاحة عالمياً. خلال الفعالية الافتتاحية، التي شهدت حضوراً من وزراء ومسؤولين دوليين، تم التأكيد على أهمية هذه المنصة في رفع الوعي حول آثار الاتجار غير المشروع، مثل فقدان الهوية الثقافية للشعوب والضرر البيئي للأحفوريات. يركز المشروع على تقنيات الواقع الافتراضي لتقديم تجربة تفاعلية، مما يجعل الجمهور قادراً على استكشاف هذه القطع بدقة عالية، ويساهم في تعزيز الشراكات بين الدول لضمان عودة الممتلكات إلى أماكنها الأصلية.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر هذا الإطلاق خطوة فعالة نحو بناء جيل جديد يقدر التراث، حيث يربط بين التكنولوجيا الحديثة والحفاظ على الإرث الثقافي. على سبيل المثال، يمكن للمستخدمين الآن الوصول إلى معلومات مفصلة عن كل قطعة، بما في ذلك تاريخها وأهميتها التاريخية، مما يعزز التعليم والتوعية العالمية. كما أن السعودية، من خلال دعمها المالي والفني، تجسد دورها كقائدة في هذا المجال، مستلهمة مبادئ اليونسكو في التنمية المستدامة. هذا الجهد يمتد ليشمل برامج تدريبية وورش عمل للمختصين، مما يعزز القدرات الدولية في مكافحة الجرائم المتعلقة بالتراث. في النهاية، يمثل المتحف الافتراضي نموذجاً للتعاون الدولي، حيث يضمن نقل التراث إلى الأجيال القادمة بأمان، مع الحفاظ على القيم المشتركة بين الشعوب. هذا النهج الشامل يساهم في بناء عالم أكثر عدلاً ثقافياً، حيث يصبح التراث مصدراً للتواصل والتفاهم بين الثقافات.