بالصور.. مفاجأة الذكاء الصناعي في أول أيام التشريق بمنى

في بداية موسم الحج هذا العام، شهد مشعر منى تحولاً بارزاً مع دمج التقنيات الحديثة في خدمات الضيافة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من تجربة الحجاج. هذه الخطوة الرائدة تبرز كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعزز الخدمات الدينية والثقافية، مع التركيز على توفير تجربة آمنة ومريحة للزوار.

الذكاء الصناعي مفاجأة أول أيام التشريق بمشعر منى

في خطوة نوعية، أدخل المطوف علاء محضر روبوتين متقدمين يحملان أسماء “نواف” و”نورة” لخدمة حجاج الـ5 نجوم داخل مخيمات مشعر منى. هذان الروبوتان، الذان يشبهان البشر في مظهرهم وتفاعلهم، يقومان بمهمة الترحيب بالحجاج فور وصولهم، ثم يتابعان تقديم الإرشادات اللازمة طوال فترة إقامتهم. يتميز الروبوتان بقدراتهم على التحدث بعدة لغات، مما يتيح لهم التواصل مع الحجاج من خلفيات مختلفة، بالإضافة إلى تقديم معلومات مفصلة حول الطقوس الدينية، مواقع الخدمات، وأوقات النُسك في المشاعر المقدسة مثل عرفات ومزدلفة. هذا التطبيق العملي للذكاء الاصطناعي يعكس التزام المنظمين بتوفير خدمات حديثة تجمع بين التقنية والروح الإنسانية، مما يساعد في تخفيف الضغط على الكوادر البشرية ويضمن تدفقاً سلساً للأنشطة.

بالإضافة إلى ذلك، يؤكد علاء محضر أن هذه الروبوتات ليست مجرد أدوات آلية، بل جزءاً متكاملاً من فريق الضيافة، حيث يقومان بالتوعية والطمأنة لضيوف الرحمن. على سبيل المثال، يمكنهما الإجابة الفورية عن أسئلة الحجاج حول التنقلات اليومية أو تغييرات الجدول الزمني، مع تحديث البيانات تلقائياً لتتناسب مع الظروف اليومية في المشاعر. هذا النهج يعزز من جودة الخدمات، خاصة في ظل تزايد أعداد الحجاج سنوياً، ويساهم في خلق تجربة حج متكاملة تجمع بين التقاليد الدينية والابتكار التكنولوجي.

التكنولوجيا الذكية في خدمة الحجاج مع نواف ونورة

مع تطور هذه التجربة، يعمل علاء محضر على توسيع نطاق استخدام الروبوتات في المواسم القادمة ليشمل فئات أوسع من الحجاج، كجزء من خطة شاملة للتحول الرقمي. “نواف” و”نورة” مصممان للعمل على مدار الـ24 ساعة خلال فترة التواجد في المشاعر، مع القدرة على تقديم نصائح شخصية تتناسب مع احتياجات كل حاج، مثل توجيههم إلى أماكن الراحة أو شرح تفاصيل النسك بطريقة بسيطة ومباشرة. هذا الدمج للذكاء الاصطناعي يبرز كوسيلة فعالة لتعزيز السلامة والكفاءة، حيث يقلل من الازدحام ويضمن أن يتلقى كل حاج الدعم اللازم دون تأخير. في الواقع، يمثل هذا الابتكار نقلة نوعية في قطاع السياحة الدينية، حيث يجسد الالتزام بالتجديد دون التفريط في الجوانب الإنسانية والروحية للحج.

وتستمر هذه التجربة في إثارة الإعجاب، إذ أنها ليست محصورة في الترحيب فقط، بل تمتد لتشمل التعليم والتوعية بمخاطر محتملة مثل الازدحام أو التعب، مع تقديم اقتراحات للراحة والاستراحة. بفضل هذه التقنيات، أصبحت زيارة مشعر منى تجربة أكثر تنظيماً ومتعة، مما يدفع الحجاج للتركيز على جوانبها الروحية دون هموم إضافية. في النهاية، يعد هذا الاستخدام للذكاء الاصطناعي خطوة واعدة نحو مستقبل يجمع بين التقدم التكنولوجي والتراث الإسلامي، مما يفتح الباب لتطبيقات أكبر في السنوات المقبلة.