يمكن للعراق أن يلعب دوراً حاسماً في حل أزمة التوترات بين أمريكا وإيران، حيث يمتلك نفوذاً دبلوماسياً يمكنه من تسهيل الحوار غير المباشر بين الطرفين. يرى مستشارون عراقيون أن الوضع الجيوسياسي للبلاد يجعلها موطئ قدم مثالياً، خاصة مع الروابط الاقتصادية والأمنية التي تربطها بالجانبين. هذا الدور ليس جديداً، إذ كانت العراق قد شاركت في مؤتمرات وجهود سابقة لتهدئة المنطقة، مما يعزز من إمكانية تأثيرها في الوقت الراهن.
العراق مفتاح الحل لأزمة أمريكا وإيران
في ظل التصعيد الدولي الذي يهدد استقرار الشرق الأوسط، يبرز العراق كقوة وسيطة محتملة بفضل علاقاته المتينة مع كلا الجانبين. يؤكد أحمد طالب الدفاعي، مستشار النائب الأول لرئيس مجلس النواب، أن العراق يملك قنوات دبلوماسية معترف بها مع الولايات المتحدة، في حين يحافظ على روابط قوية ومتنوعة مع إيران. هذا التوازن يجعل العراق الطرف الأمثل لترتيب مفاوضات غير مباشرة، حيث يمكن أن يساعد في تقليل التوترات وإعادة الثقة بين البلدين. على سبيل المثال، تجربة العراق في تقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية في السنوات الماضية أدت إلى تحسن ملحوظ في العلاقات بينهما، رغم التحديات الإقليمية، مما يعكس فعالية الدبلوماسية العراقية في حل النزاعات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التدخل العراقي في هذه المرحلة الحرجة يمكن أن يمنع كارثة إقليمية محتملة، حيث أن الظروف الدولية الحالية تتطلب جهوداً سريعة لتجنب التصعيد. يشير الدفاعي إلى أن الدبلوماسية العراقية، التي تتمتع بمرونة كبيرة، يمكن أن تقدم مقترحات عملية، مثل استضافة بغداد لجولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا. هذا الاقتراح يأتي بالتنسيق مع دول مثل سلطنة عمان، التي لعبت دوراً مشابهاً في الماضي، لضمان أن تكون الجهود شاملة وفعالة. إن مثل هذه الخطوات ستعزز من دور العراق كلاعب إيجابي في الساحة الدولية، وتساهم في تعزيز السلام الإقليمي.
الدور الوسيط للعراق في النزاعات
يعكس الدور الوسيط للعراق في النزاعات الدولية خبرة تاريخية متراكمة، حيث كان البلد شاهداً على عدة محاولات للتوفيق بين الأطراف المتنازعة. على مدار السنوات، عملت الحكومات العراقية على بناء جسور الثقة بين دول المنطقة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط. هذا الدور لم يقتصر على الجانب السياسي، بل امتد إلى الشؤون الاقتصادية والأمنية، حيث ساهمت العلاقات الإقليمية في تعزيز الاستقرار الداخلي للعراق نفسه. في سياق أزمة أمريكا وإيران، يمكن للعراق أن يقدم نموذجاً فريداً للوساطة، من خلال استغلال خبراته في تسوية الخلافات، مثل تلك التي حدثت بين إيران والسعودية، والتي أدت إلى انتعاش العلاقات رغم التحديات.
من الضروري أن يركز العراق على بناء تحالفات دولية لدعم هذه الجهود، حيث يمكن أن تكون الدول المجاورة، مثل سلطنة عمان، شريكاً فعالاً في هذه العملية. هذا النهج يعتمد على فهم عميق للديناميكيات الإقليمية، حيث يواجه العراق تحديات مثل الضغوط الداخلية والخارجية، لكنه يحمل أيضاً فرصاً لتعزيز دوره كقوة سلام. بإمكان العراق تقديم مبادرات محددة، مثل اقتراح برامج للحوار الاقتصادي أو الأمني بين الولايات المتحدة وإيران، مما يساعد في إعادة تأسيس قنوات الاتصال. في نهاية المطاف، فإن نجاح العراق في هذا الدور سيحدد مسار المنطقة نحو الاستقرار، ويضع الأساس لعلاقات دولية أكثر تناغماً.
يعد هذا الجهد الدبلوماسي خطوة أساسية نحو منع الحروب المحتملة، حيث يمكن للعراق أن يحول نفسه من بلد يعاني الصراعات إلى نموذج للحلول السلمية. بفضل خبراتها السابقة وموقعها الجيواستراتيجي، يبقى العراق جاهزاً للقيام بمثل هذه الخطوات، مما يعزز من دورها في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط. هذا التركيز على الوساطة ليس فقط عن حل النزاعات القائمة، بل أيضاً عن بناء أسس لتعاون مستقبلي يعزز السلام والتطور الاقتصادي في المنطقة. بشكل عام، يمثل العراق نموذجاً يمكن أن يلهم دولاً أخرى للالتزام بالحلول السلمية، مما يجعله قوة مؤثرة في المشهد الدولي.