رحلة ساحرة في أغلى 100 ألف قطعة أثرية.. المتحف الكبير كعالم من الجواهر! فيديو

رحلة بين أغلى 100 ألف قطعة أثرية في المتحف المصري الكبير

في أيام معدودة، يوشك المتحف المصري الكبير على افتتاح أبوابه رسمياً في 3 يوليو المقبل، حيث سيشهد الحدث احتفالية مهيبة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب رؤساء وأمراء الدول. هذا الصرح الثقافي الهائل يعد وجهة فريدة لعشاق التاريخ، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية متنوعة في قاعات عرض رئيسية مصممة بعناية، مما يمنح الزوار تجربة غامرة كأنهم يتجولون بين كنوز لا تقدر بثمن. من بين هذه الكنوز، تبرز قاعة مخصصة بالكامل للملك توت عنخ آمون وجميع مقتنياته، وهي المرة الأولى التي يتم عرضها بهذه الطريقة الشاملة، بالإضافة إلى متحف خاص بالأطفال يهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي لدى الجيل الناشئ. يتجاوز هذا المتحف مجرد كونه مكاناً للعرض؛ إنه معلم حضاري شُيد على مساحة تزيد عن 117 فداناً بالقرب من أهرامات الجيزة، مما يجعله جزءاً أساسياً من التراث المصري.

استكشاف كنوز المتحف المصري

بالنظر إلى تاريخ المتحف، فإن فكرة إنشائه تعود إلى التسعينيات، حيث وضع حجر الأساس رسمياً في عام 2002، مما يعكس التزام مصر بصون إرثها الغني. خلال الفترة الأخيرة، جرى تشغيل المتحف تجريبياً في 16 أكتوبر الماضي، مما سمح لعدد محدود من الزوار بتجربة بعض الأقسام المختارة، لكن سيتم إغلاقه مؤقتاً اعتباراً من 15 يونيو حتى يوم الافتتاح الرسمي في 3 يوليو. هذا الإغلاق يهدف إلى إكمال الترتيبات النهائية من قبل وزارة السياحة والآثار، حيث سيتم تنظيم أعمال الصيانة والترميم والتزيين لضمان أن يكون الافتتاح حدثاً لا يُنسى. المتحف نفسه ليس مجرد مبنى، بل هو رمز للتقدم الثقافي يجمع بين التراث القديم والتكنولوجيا الحديثة، مع قاعات عرض متقدمة تعتمد تقنيات إضاءة وصوتية تعزز من جاذبية العرض.

في الواقع، يمثل المتحف المصري الكبير نقطة تحول في عالم السياحة والثقافة، حيث يعرض مجموعة واسعة تشمل التماثيل، والمجوهرات، والأدوات اليومية من عصور مختلفة من التاريخ المصري القديم. على سبيل المثال، القطع الأثرية الموجودة في قاعات العرض الرئيسية تروي قصصاً عن الحياة اليومية في عصر الفراعنة، بما في ذلك الآثار المتعلقة بالزراعة، والدين، والفنون. كما أن قاعة توت عنخ آمون تحتوي على أكثر من 5,000 قطعة من الذهب والأحجار الكريمة، مما يجعلها من أبرز المعروضات عالمياً. بالإضافة إلى ذلك، يشمل المتحف أقساماً تعليمية تتيح للزوار، خاصة الأطفال، التعرف على التاريخ بطريقة تفاعلية، من خلال ألعاب وأنشطة تعليمية مصممة خصيصاً.

من الجوانب البارزة أيضاً هو التصميم المعماري للمتحف، الذي يجمع بين العناصر التقليدية والحديثة، مما يخلق بيئة مريحة وجذابة تجعل الزيارة تجربة شاملة. يساهم هذا في تعزيز السياحة في مصر، حيث يُتوقع أن يجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم سنوياً، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز من صورة البلاد كوجهة ثقافية رائدة. مع اقتراب الافتتاح، يعد المتحف فرصة لإعادة اكتشاف الهوية المصرية ومشاركتها مع العالم، مما يجعله ليس فقط مكاناً للحفاظ على التراث، بل جسراً يربط بين الماضي والحاضر. في النهاية، هذه الرحلة داخل المتحف ستكون مغامرة تاريخية تجمع بين الجمال والتعليم، مما يجعلها وجهة أساسية لكل من يبحث عن معرفة أكثر عمقاً بالحضارة المصرية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *