أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال لقاء مع سفير الاتحاد الأوروبي، رفض بلاده بشدة أي اختراق لأجوائها، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا يهدد الاستقرار في المنطقة. جاء هذا التأكيد في سياق مناقشة العلاقات بين العراق والاتحاد الأوروبي، إذ ركز البيان على مخاطر العدوان الخارجي ودوره في تعطيل الجهود الدبلوماسية. السوداني شدد على أن العراق يبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على ضبط النفس والبعد عن الصراعات، مع الأولوية لمصلحة الشعب العراقي، في ظل التوترات الناتجة عن الوضع في فلسطين.
رفض العراق اختراق أجوائه بشدة
في البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء، أوضح السوداني أن الهجمات الصهيونية الأخيرة على إيران تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن العراق والمنطقة بأكملها، مشددًا على أنها تعيق كل الجهود الدبلوماسية التي بذلت لتجنب التصعيد. ووصف هذه الأعمال بأنها انتهاك للقوانين والأعراف الدولية، مما يلقي مسؤولية كبيرة على القوى الكبرى، وخاصة الاتحاد الأوروبي، للوقوف ضد مثل هذه العمليات العدائية. وأكد السوداني أن منبع التوتر الحالي يعود إلى استمرار الحرب الجماعية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى إنهاء هذه المأساة لضمان السلام في المنطقة. من جانبه، أعرب السفير توماس سيلر عن تقديره للموقف الإقليمي والدولي للعراق، مشيدًا بنجاح حكومة السوداني في تعزيز الأمن والاستقرار، وذلك من خلال سياسة متوازنة تجنب التورط في الصراعات. سيلر أكد رغبة الاتحاد الأوروبي في تعزيز الشراكة مع بغداد في مجالات متنوعة، بما في ذلك الاقتصاد والاستثمار، مع الإشارة إلى خطط لزيارة وفد من بنك الاستثمار الأوروبي قريبًا. كما تم التأكيد على ضرورة تسهيل عودة الطيران العراقي للعمل في أوروبا، لتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين الجانبين.
تنديد بغزو السماء العراقية
يُعد رفض العراق لأي غزو جوي خطوة حاسمة في سياق تفادي التصعيد الإقليمي، حيث يؤكد السوداني على التزام بلاده بالحياد النسبي وسط التوترات الجيوسياسية. في هذا السياق، أبرز اللقاء مع السفير الأوروبي أهمية دعم المبادرات الدبلوماسية لوقف الأعمال العدوانية، مع التركيز على دور الاتحاد الأوروبي كقوة مؤثرة في الحفاظ على السلام. السوداني لم يقتصر حديثه على التهديدات الأمنية، بل ربطها بالواقع الإنساني في فلسطين، معتبرًا أن استمرار الإبادة الجماعية هناك هو السبب الأساسي للتوترات الحالية. وفي الوقت نفسه، يعكس موقف العراق جهدًا لتعزيز الشراكات الدولية، خاصة مع الاتحاد الأوروبي، لتعزيز الاستقرار الداخلي والتنمية الاقتصادية. يتزامن هذا مع جهود بغداد في الحفاظ على سياسة متوازنة تجمع بين الحماية الوطنية واحترام القوانين الدولية، مما يعزز مكانتها كدولة رئيسية في المنطقة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا اللقاء إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل الاستثمار والتجارة، حيث أعلن السفير عن خطط لزيارة وفد بنك الاستثمار الأوروبي، إضافة إلى تسهيل إجراءات الطيران العراقي نحو أوروبا. في الختام، يظهر هذا الموقف كجزء من استراتيجية أوسع للعراق لتحقيق الاستقرار المستدام، مع الالتزام بالسلام الدولي رغم الضغوط المتزايدة. إن هذا النهج يبرز أهمية الحوار الدولي في مواجهة التحديات، حيث يسعى العراق إلى تعزيز علاقاته الخارجية دون الوقوع في مصائد الصراعات، مع التركيز دائمًا على مصالح شعبه الأولى.