زغاريد الاحتفال تهل في ضريح الشيخ الفولي بالمنيا.. إقبال جماهيري كبير

قام تلفزيون اليوم السابع ببث مباشر من أمام مسجد سيدي أحمد الفولى في محافظة المنيا، حيث يُعد هذا المسجد وجهة رئيسية للزوار من مختلف الأماكن، يأتون للتبرك والتقرب من ضريح الشيخ الفولى. يمتاز الموقع بأجواء من الرضا والروحانية، حيث تجتمع العائلات والمريدين للاحتفال بذكرى الشيخ، الذي كان طالبًا في الأزهر واشتغل بمهنة بيع الفول، مما أدى إلى تسميته بهذا اللقب. خلال البث، لاحظت الكاميرات إقبالًا كبيرًا من المواطنين، خاصة النساء، اللواتي كن يلقين النذور داخل الضريح ويرفعن أصوات الزغاريد في أنغام الفرح والابتهال.

زغاريد في ضريح الشيخ الفولى بمحافظة المنيا

يُعكس هذا البث المباشر جانبًا حيويًا من التقاليد الصوفية في مصر، حيث أصبح الضريح مركزًا للاحتفالات السنوية التي تقيمها الطرق الصوفية. يحظى الشيخ أحمد الفولى بمكانة خاصة بين العامة، كونه رمزًا للتواضع والإيمان، ويجذب الآلاف سنويًا للاستماع إلى التراتيل والأدعية في أجواء مليئة بالتأمل. كما أن المسجد نفسه يحمل تاريخًا غنيًا، فهو يقع على ضفاف النيل ويشكل عنوانًا للمحافظة، حيث يستضيف فعاليات دينية متنوعة تربط الماضي بالحاضر. وفقًا للروايات التاريخية، كان الخديوي إسماعيل قد توقف أثناء رحلته إلى الجنوب عند زاوية الشيخ، مما دفعته إلى أمر بناء المسجد مباشرة على الضفة، مما جعله نقطة جذب للزوار منذ ذلك الحين.

الإقبال على ضريح الفولى

في السنوات الأخيرة، شهد المسجد تطويرًا شاملًا، بما في ذلك أعمال الترميم التي أعادت له بريقه كمنارة دينية وثقافية لمحافظة المنيا. الآن، يضم الضريح المبنى الرئيسي الذي يمتد على مساحة واسعة، بالإضافة إلى دار للمناسبات ومركز للثقافة الإسلامية، مما يجعله فضاءً متعدد الاستخدامات. هذا الإقبال الواسع يعكس عمق الارتباط العاطفي للمصريين بتراثهم الصوفي، حيث يشكل زيارة الضريح طقسًا سنويًا يجمع بين الدعاء وتبادل الفرح. خلال البث، بدت الساحة مزدحمة بالمصلين الذين يتجمعون حول الضريح، محملين بأكاليل الزهور والنذور، في مشهد يذكر بإرث الصوفية في المنيا. ومع ذلك، فإن هذا الاهتمام لم يقتصر على الأفراد، بل امتد إلى المؤسسات الرسمية، التي ساهمت في تسمية محافظة المنيا بـ”منيا الفولى” تكريمًا لهذا الرمز التاريخي.

يواصل ضريح الشيخ الفولى دوره كمركز روحي نابض، حيث يتردد الزوار ليجددوا عهودهم بالإيمان، ويشاركوا في الاحتفالات التي تعزز من وحدة المجتمع. هذه الزغاريد ليست مجرد أصوات، بل تعبر عن خليط من الفرح، الشكر، والتفاؤل، رافقتها أناشيد دينية وأدعية جماعية. كما أن الفعاليات السنوية تعزز السياحة الدينية في المنطقة، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال زيادة حركة الزوار. في النهاية، يظل هذا المكان شاهدًا حيًا على تراث مصر الإسلامي، حيث يجمع بين التاريخ والروحانية في تجربة لا تُنسى.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *