نجيب يعيد 71 سلحفاة إلى البحر بعد عملية تأهيل ناجحة
في حدث بيئي مشرف يعكس التزام الإنسانية بحماية الكائنات البحرية، أعادت منظمة "نجيب"، المنظمة غير الحكومية المختصة بحماية الحياة البرية في مناطق المتوسط والسواحل الإفريقية، 71 سلحفاة بحرية إلى مياه البحر بعد عملية تأهيل شاملة. هذا الحدث، الذي وقع مؤخراً على شواطئ تونس، يمثل خطوة هامة في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث يواجه السلحفاة البحرية تهديدات خطيرة مثل التلوث والصيد غير القانوني.
ما هي منظمة نجيب؟
منظمة نجيب، المؤسسة في عام 2005، هي جهة رائدة في مجال الحفاظ على الحياة البرية في المنطقة العربية والأفريقية. تضم المنظمة فريقاً من المتخصصين في علم الحياة البرية، البيئة، والطب البيطري، وتهدف إلى حماية الأنواع المهددة بالانقراض، مثل السلحفاة البحرية. سميت المنظمة تيمناً باسم مؤسسها، الدكتور نجيب الذي، بدءاً من رؤيته الشخصية للبيئة، حولها إلى جهد جماعي يجمع بين العلم والتعليم والتوعية. من خلال مراكزها التأهيلية، تعمل نجيب على إنقاذ آلاف الكائنات البحرية سنوياً، وتشمل أنشطتها حملات التوعية المجتمعية، تدريب الصيادين، وتعاون مع الجهات الحكومية لفرض قوانين حماية.
قصة التأهيل: من الإنقاذ إلى الإفراج
تم العثور على الـ71 سلحفاة في حالات متفاوتة من الإضرار خلال حملات تفتيش دورية أجرتها منظمة نجيب على طول السواحل التونسية والمغاربية. كانت معظم هذه السلاحف من نوع "السلحفاة الخضراء" (Chelonia mydas) و"السلحفاة الحرشفية" (Eretmochelys imbricata)، وهما من الأنواع المهددة بالانقراض وفقاً لقوائم الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).
أسباب الحاجة إلى التأهيل شملت:
- الإصابات الناتجة عن الشبكات السمكية: تعرضت العديد من السلاحف للالتقاط العرضي أثناء عمليات الصيد، مما أدى إلى جروح في الزعانف أو الجهاز الهضمي.
- التلوث البحري: تعرضت بعضها لتسمم نتيجة ابتلاع النفايات البلاستيكية، التي غالباً ما تشبه الطعام في عيون السلحفاة.
- التغيرات المناخية: أثرت ارتفاع درجات الحرارة على بيض السلاحف، مما أدى إلى حالات ضعف صحي.
في مرفق تأهيل نجيب، الذي يقع في منطقة محمية على الساحل التونسي، خضعت السلاحف لبرنامج تأهيلي مدته عدة أشهر. شمل البرنامج:
- العلاج الطبي: إزالة الجروح، تنقية الجهاز الهضمي، وإعطاء الأدوية اللازمة.
- التغذية والرعاية: تقديم نظام غذائي متوازن يعتمد على الأعشاب البحرية والأسماك لاستعادة القوة.
- التدريب على العيش الطبيعي: تعريض السلاحف تدريجياً لظروف البحر لضمان قدرتها على السباحة والصيد بشكل مستقل.
في الاحتفال الرسمي للإفراج، قال الدكتور نجيب نفسه: "إعادة هذه السلاحف إلى البحر ليست مجرد إنجاز فني، بل هي رسالة أمل للأجيال القادمة. كل سلحفاة تعود إلى مياهها تعني خطوة نحو استعادة توازن الطبيعة".
أهمية الحدث بيئياً
يعاني السلحفاة البحرية من انخفاض في أعدادها بنسبة تصل إلى 90% في بعض المناطق بسبب التهديدات البشرية. إعادة 71 سلحفاة إلى البحر يساهم في تعزيز التنوع البيولوجي ودعم السلاسل الغذائية البحرية. وفقاً لتقرير منظمة نجيب، ساهم هذا البرنامج في زيادة معدلات البقاء للسلاحف المؤهلة بنسبة 80%، مما يجعلها نموذجاً للمنظمات الأخرى في المنطقة.
كما أن هذا الحدث يأتي في سياق حملات دولية مثل اتفاقية حماية الأنواع المهددة في المتوسط (Barcelona Convention)، التي تشجع على مثل هذه الجهود. في تونس، حيث تم الإفراج، يعمل الحكومة بالتعاون مع منظمات مثل نجيب لتطبيق قوانين صارمة ضد الصيد غير المشروع والتلوث.
الخاتمة: نحو مستقبل أخضر
إعادة 71 سلحفاة إلى بحرها من قبل منظمة نجيب ليست مجرد قصة نجاح، بل دعوة للعمل الجماعي. في عالم يواجه أزمة بيئية متزايدة، يذكرنا هذا الحدث بأهمية الحفاظ على الكائنات البحرية كجزء أساسي من نظام كوكبنا. يدعو الدكتور نجيب الجميع، من الحكومات إلى الأفراد، للمشاركة في حملات التنظيف البحري والتوعية، قائلاً: "البحر هو وطننا المشترك، وعلينا جميعاً أن نحميه".
من خلال مثل هذه الجهود، يمكننا أن نأمل في مستقبل أكثر أماناً للسلاحف وغيرها من الكائنات المهددة. إذا كنت ترغب في المساهمة، يمكنك زيارة موقع منظمة نجيب للتبرع أو الانضمام إلى حملاتها.