يتحدث إمام مسجد الفتح بمحافظة كفر الشيخ عن أهمية الولاء للوطن كقيمة أصيلة تتجاوز الكلمات المتعارفة، مؤكداً أنها جزء من الفطرة الإنسانية التي يجب أن تترجم إلى أفعال يومية.
حب الوطن غريزة فطرية وليس شعاراً
في خطبة الجمعة التي أقيمت بمسجد الفتح بكفر الشيخ، شدد الشيخ رشدي حموده على ضرورة تقدير الوطن بكل ما يملك، مشدداً على أن حب الوطن ليس مجرد شعارات ترفع في المحافل، بل هو غريزة فطرية تتجلى في العمل الجاد والإخلاص في كل مجال. أكد حموده أن كل فرد يساهم في بناء الوطن من خلال أداء واجبه على أكمل وجه، سواء كان موظفاً أميناً يحافظ على مصالح الدولة، أو عاملاً متقناً يرفع من كفاءة الإنتاج، أو طالباً مجتهداً يسعى للتميز، أو معلماً مربياً يغرس قيماً إيجابية في الأجيال الجديدة، أو طبيباً حريصاً يهتم بصحة المجتمع، أو تاجراً صادقاً يحافظ على الثقة في السوق. كما أبرز أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للوطن، بما في ذلك لغته العربية المبدعة والعليا، ومرافقه العامة التي تعكس تقدم المجتمع.
وفي سياق الأنشطة الدعوية المنظمة، نظمت مديرية أوقاف كفر الشيخ قوافل دعوية وقراءات قرآنية للجمهور، برعاية عدد من المسؤولين البارزين. شملت هذه الأنشطة نقل شعائر صلاة الجمعة عبر بث مباشر، إضافة إلى قراءات قرآنية وآيات من الذكر الحكيم، مما أبرز التزام المساجد بالخطبة الموحدة حول قيمة الوطن كرمز للانتماء والتضحية. هذه الجهود تأتي لتعزيز الروابط الاجتماعية ودعم الوعي بأن الوطن ليس مجرد أرض، بل هو نسيج من التراث والتاريخ الذي يجب الحفاظ عليه.
الولاء الوطني دافع للعمل الصالح
أضاف الشيخ حموده في خطبته أن حب الوطن يجب أن يكون دافعاً قوياً للعمل الصالح والحفاظ على كل ما يخص الوطن، داعياً المصلين إلى التقوى والإيمان بأن كل واحد منا يمثل حصناً منيعاً لحماية ممتلكات الوطن. وأكد على ضرورة أن يكون كل شخص لساناً فصيحاً يدافع عن لغته وثقافته، ويداً عاملة تساهم في بناء الاقتصاد والمجتمع. فبالإخلاص والحرص على القيم الدينية والأخلاقية، يمكن للأفراد أن يحولوا هذا الحب إلى واقع ملموس، حيث يساهم كل مواطن في تعزيز الاستقرار والتطور.
وفي ذات السياق، تم عقد مجالس للصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجد الفتح وغيره من المساجد، مما عزز من جو الروحانية والانتماء. هذه النشاطات ليست مجرد فعاليات دينية، بل هي دعوة للالتزام بمبادئ الوطنية التي تجمع بين الدين والأخلاق، حيث أن الحفاظ على الوطن يبدأ من داخل كل فرد. كما دعا حموده إلى جعل حب الوطن مصدر إلهام للعمل اليومي، سواء في مجالات التعليم، أو الصحة، أو الاقتصاد، لتحقيق تقدم شامل ومستدام.
إن تعزيز هذه القيم يساهم في بناء مجتمع متماسك، حيث يدرك كل مواطن أن الوطن هو الأساس الذي يحمي الهوية والتراث. ومن خلال مثل هذه الخطب والأنشطة، يتم توجيه الجهود نحو مستقبل أفضل، حيث يصبح حب الوطن عملاً يومياً يعكس الغريزة الفطرية في كل خطوة.