انتقدت زعامات سياسية عراقية وأحزاب متنفذة العدوان الذي شنه الكيان الصهيوني على إيران، معتبرينه خطوة تهدد استقرار المنطقة بأكملها، ودعوا في الوقت نفسه إلى تجنيب العراق الانخراط في أي صراعات عسكرية جديدة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية. هذه المواقف تأتي في ظل التوترات المتزايدة، حيث شددت هذه القوى على ضرورة الالتزام بالحكمة والحوار لتجنب تأجيج الصراعات.
انتقاد العدوان الصهيوني على إيران
في سياق هذه المطالبات، أعرب زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر عن رفضه التام للعدوان الصهيوني، مشدداً على أن العراق وشعبه يرفضان التورط في أي حروب إضافية قد تؤثر على أمن المنطقة. في تصريحات له على منصة التواصل الاجتماعي (x)، أكد الصدر أن الحرب الدائرة الآن قد بدأت وتوسعت بفعل الدعم الأمريكي المباشر للكيان الصهيوني، الذي ينشر إرهابه في محيط المنطقة. وقال إن إيران لن تكون الضحية الوحيدة إذا استمر التصعيد، داعياً إلى الدعاء لتجنيب الجارة وشعبها مخاطر الإرهاب الدولي.
كما شدد الصدر على أهمية الحفاظ على أرض العراق، وخاصة المناطق المقدسة، بعيدة عن أي اشتباكات عسكرية، مؤكداً أن البلاد لا تحتاج إلى حروب جديدة تكلفها المزيد من الخسائر البشرية والمادية. ودعا إلى كتم أصوات التطرف الفردي، مع الإصغاء إلى صوت العلماء والحكماء لتعزيز السلام. بالإضافة إلى ذلك، دان الصدر بشكل صريح استخدام الأجواء العراقية من قبل الكيان الصهيوني، مطالباً الحكومة العراقية بالعمل الفوري لمعاقبة هذا الانتهاك عبر الآليات الدولية المعتمدة، لمنع تكرار مثل هذه الخرقات التي تهدد السيادة الوطنية.
من جانب آخر، عبّر حزب الدعوة الإسلامية عن تضامنه التام مع إيران، معتبراً أن العدوان الصهيوني يمثل استهانة فاضحة بكل القوانين والأعراف الدولية. في بيان رسمي، أكد الحزب أن هذا الكيان قد تجاوز كل المعاهدات والمواثيق الدولية، بما في ذلك تلك الخاصة بالأمم المتحدة، حيث طال إجرامه المدنيين في المناطق السكنية الإيرانية، واستهدف قيادات وقادة سياسيين، مما يؤكد طبيعته الإجرامية والعدوانية. وحسب الحزب، فإن الكيان الصهيوني يحاول من خلال هذه الحروب فرض وجوده المصطنع في المنطقة، رغم أنه يبقى وجوداً مؤقتاً يعتمد على القوة والغزو.
التنديد بالهجوم الإسرائيلي ودعوة للسلم الإقليمي
في السياق نفسه، شدد حزب الدعوة على أن التصدي لهذا العدوان يتطلب مواقف إسلامية وعربية موحدة، حيث أكد البيان أن السكوت عن مثل هذه الجرائم سيعرض دول المنطقة وشعوبها للخطر في المستقبل القريب. وأعرب الحزب عن ثقته في قدرة الشعب الإيراني على الدفاع عن سيادته واستقلاله، كما فعل في المرات السابقة، معتبراً أن الرد على هذا الاعتداء الغاشم أمر واجب شرعياً وإنسانياً. كما حث الحزب على ضرورة حماية السلم والأمن الإقليمي، الذي أصبح مهدداً بفعل سياسات الكيان الصهيوني التوسعية.
في ضوء هذه التطورات، يبرز دور الزعامات السياسية في تعزيز الوحدة الوطنية والإقليمية لمواجهة التحديات، حيث أكدت هذه القوى أن الحل يكمن في الالتزام بالقوانين الدولية وتشجيع الحوار بين الدول لتجنب اندلاع حرب شاملة. وفي ظل الظروف الحساسة التي تعيشها المنطقة، يُعتبر دعوة هذه الزعامات لتجنيب العراق أي تورط عسكري جديد خطوة حاسمة نحو تعزيز السلام والاستقرار، مع الإشارة إلى أن أي تصعيد قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على جميع الأطراف. لذا، يجب على القادة السياسيين في العراق مواصلة الجهود لتعزيز القوة الدبلوماسية وضمان حماية السيادة الوطنية، مع دعم المبادرات الدولية للحد من التوترات ومنع تفاقم الصراعات. هذه المواقف تعكس الرؤية الاستراتيجية للعراق كدولة تركز على بناء السلام بدلاً من المشاركة في حروب لا تحقق سوى الدمار والفوضى.