أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي والدول الدائمة العضوة في مجلس الأمن، على الدور المحوري الذي يلعبه العراق في المنطقة، مشدداً على ضرورة تعزيز الشراكات الدولية لتعزيز الاستقرار والتنمية. خلال الاجتماع، أبرز السوداني كيف يسعى العراق إلى بناء علاقات قوية مع الدول الصديقة، مع الاستناد إلى النجاحات في فعاليات مثل مؤتمر القمة العربية التي أقيمت في بغداد، والتي أدت إلى إصدار مبادرات تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية بين الدول العربية. كما أكد الحكومة العراقية التزامها بمعالجة الشؤون الداخلية بشكل عادل وفق الإطار الدستوري والقانوني، مع التركيز على تحقيق المساواة بين جميع المواطنين.
دور العراق المحوري في المنطقة
يعكس دور العراق المحوري في المنطقة جهوداً مستمرة لتعزيز السلام والتعاون الدولي، كما أوضح رئيس الوزراء خلال اللقاء. أشار السوداني إلى أن العراق يعمل من خلال القنوات القانونية والدبلوماسية للتصدي للتحديات الإقليمية، مع الحرص على تجنب أي صراعات. على سبيل المثال، أبرز الموضوع الفلسطيني كقضية إنسانية عاجلة، محيطاً بخطورة استمرار معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة منع إيصال المساعدات، معتبراً ذلك شكلاً من أشكال الإبادة الجماعية. كما أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق متوازن بين إيران والولايات المتحدة لتجنب التصعيد. في السياق نفسه، شدد على دعم العراق للشعب السوري من خلال تشجيع عملية سياسية شاملة تعتمد مبدأ المواطنة، بالإضافة إلى دعم التوافق السياسي في لبنان لتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات وإعادة الإعمار. أما فيما يتعلق بالعلاقات مع الكويت، فقد أكد السوداني على أهمية معالجة ملفات مثل المفقودين والأرشيف ضمن إطار التعاون الثنائي، مؤكداً أن هذه الجهود جزء من دور العراق في تعزيز السلام الإقليمي. كما استرجع ذكرى سقوط الموصل على يد تنظيم داعش عام 2014، مشيداً بالدعم الدولي الذي قدم للعراق في محاربة الإرهاب، ومؤكداً أن التنوع الثقافي في العراق مصدر قوة وليس ضعفاً.
أهمية الشراكة في تعزيز التنمية
من جانب السفراء، تم التعبير عن إعجاب كبير بدور العراق الإقليمي والدولي، خاصة في تنظيم القمم التي تعزز الروابط الاقتصادية، مع التأكيد على دعم سياسات الحكومة العراقية في حل النزاعات الداخلية، مثل تلك المتعلقة بالعلاقات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان. أكدوا أيضاً على أهمية خطوات العراق في تعزيز حقوق الأقليات وضمان العيش الكريم وترسيخ السلام الأهلي. في هذا السياق، أبدى السفراء رغبة الاتحاد الأوروبي في توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع العراق، مما يعكس الشراكة المتبادلة التي تساهم في التنمية المستدامة. يُرى هذا التعاون كفرصة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، حيث يمكن أن يساعد في جذب الاستثمارات وزيادة فرص العمل، بالإضافة إلى دعم المبادرات البيئية والتعليمية. في الختام، يبرز دور العراق كمحور إقليمي من خلال هذه الشراكات، التي ليس لها أثر محلي فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز السلام العالمي، مع الاستمرار في بناء جسور الثقة بين الدول. هذا النهج يؤكد أن الشراكة الدولية ليست مجرد علاقات دبلوماسية، بل هي أداة أساسية لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التقدم الشامل.