إبداع دمياطي مذهل: مجسم يعيد تجسيد المدينة المنورة في عصر الرسول.. شاهد الفيديو!

في مدينة دمياط، حيث تتجلى أسرار الصناعة اليدوية والتراث، يبرز صانع أنتيك محلي بابتكار فريد يجسد التراث الإسلامي. يروي قصة الاحتفال بعيد الأضحى من خلال عمله الفني، حيث حوّل قطعًا خشبية ومواد أبلاكاج إلى نموذج يعيد رسم المدينة المنورة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا الابتكار ليس مجرد قطعة فنية، بل رسالة تاريخية تندمج مع روح العيد، محاولةً نقل إرث حضاري للأجيال القادمة بطريقة بسيطة وملهمة.

صانع أنتيك دمياطي يحتفل بعيد الأضحى

يقص المهندس سيد الهجان، أحد أبرز صانعي الأنتيك في دمياط، كيف تحول احتفاله بعيد الأضحى إلى تجربة تاريخية عميقة. بدلاً من الاحتفالات التقليدية، اختار التركيز على إحياء جزء من التاريخ الإسلامي، فكان أن صمم مجسمًا يمثل المدينة المنورة كما كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. يشرح الهجان أن الفكرة جاءت من رغبة في الجمع بين الفرحة بالعيد وتعزيز الوعي التاريخي، خاصة في زمن يسعى الأفراد لاستذكار إرثهم الثقافي.

استغرق تنفيذ هذا العمل عدة شهور من التخطيط الدقيق، حيث بدأ بدراسة مراجع تاريخية لفهم أشكال المدينة القديمة. ثم انتقل إلى تصميم المجسم بدقة، مستخدمًا مواد متنوعة مثل الأخشاب والأبلاكاج، بالإضافة إلى الجريد والعناصر الطبيعية الأخرى ليصل إلى صورة أقرب إلى الواقع التاريخي. يقول الهجان إن هذا الجهد لم يكن مجرد هواية، بل تعبير عن هوية مهنية تمكن من تجسيد التاريخ بطريقة حية، مما يساهم في تعليم الشباب وتشجيعهم على استكشاف إرثهم.

في حديثه، يؤكد صانع الأنتيك على أهمية استغلال المواهب الإلهية، مشيرًا إلى أن مدينة دمياط تتميز بصناع ماهرين يمكنهم تقديم نماذج مشابهة. “ما نمتلكه من مهارات هي نعمة يجب استغلالها لخلق شيء مفيد”، يقول، مضيفًا أن عمله هذا يمثل خطوة نحو تحويل ورشته الصغيرة إلى متحف يروي قصص العصور الذهبية. هذا الاحتفال بعيد الأضحى يتجاوز الاحتفاء الشخصي، ليصبح دعوة للجميع لاستلهام الماضي في بناء المستقبل، مع الحفاظ على قيم الإبداع والتعليم.

مجسم المدينة المنورة

يعكس هذا المجسم الذي صنعه الهجان روح المدينة المنورة في عصرها الزاهي، حيث يجمع بين الدقة التاريخية والفن اليدوي. من خلال هذه القطعة، يسعى الصانع إلى تقديم معلومات بسيطة للأجيال القادمة، مما يجعلها أكثر من مجرد نموذج؛ إنها حكاية تعيد إحياء أحداث تاريخية مسجلة في الكتب، لكنها هنا مرئية وملموسة. يرى الهجان أن مثل هذه الأعمال الفنية تستطيع أن تكون جسراً بين الماضي والحاضر، خاصة في أوقات الاحتفال مثل عيد الأضحى، حيث يتجدد الالتزام بقيم الإيمان والتضحية.

في دمياط، تشتهر صناعة الأنتيك بقدرتها على دمج التقاليد مع الابتكار، وهذا المجسم يمثل ذلك تمامًا. الهجان يشارك خبراته مع الشباب، مشجعاً إياهم على استخدام مهاراتهم لإنتاج أعمال مفيدة، سواء كانت نماذج تاريخية أو قطع فنية أخرى. يأمل أن يلهم هذا العمل آخرين للإبداع، مبتعدًا عن الروتين اليومي نحو إحياء التراث. في النهاية، يظل هذا الاحتفال تذكيراً بأن العيد ليس مجرد أيام سعيدة، بل فرصة لتعزيز الهوية الثقافية والتعليمية، مع الاستفادة من كنوز دمياط الصناعية الغنية. بهذا النهج، يستمر صانعو الأنتيك في دمياط برفع راية الإبداع، محافظين على إرث يمتد عبر العصور.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *