رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكد على أهمية الالتزام بإكمال مشروع حقل عكاز، الذي يهدف إلى تأمين الوقود اللازم لتشغيل محطة الأنبار الغازية بطاقة 1600 ميكاوات. خلال لقاء جمعته بعدد من شيوخ وعشائر محافظة الأنبار، أبرز السوداني جهود الحكومة في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والأمني، مع التركيز على مشاريع التنمية التي تعزز السيادة الوطنية وتدعم الجهود في مواجهة التحديات المحلية والإقليمية.
إكمال مشروع حقل عكاز لتأمين الوقود
في هذا السياق، شدد رئيس الوزراء على أن مشروع حقل عكاز يمثل خطوة حاسمة في استراتيجية الحكومة للاستفادة من الموارد الطبيعية في محافظة الأنبار، حيث سيضمن توفير الغاز الطبيعي لمحطة الأنبار الغازية، مما يعزز الإمدادات الطاقية ويساهم في تقليل الاعتماد على الاستيرادات. وفقا للبيان الصادر من مكتبه، فإن السوداني أعطى تعليمات صريحة بسرعة إكماله، مع التأكيد على أن هذا المشروع جزء من أولويات الحكومة في دعم الابتكار الطاقي وتحسين الخدمات الأساسية. كما أشار إلى أن محافظة الأنبار تحظى بإمكانات هائلة في قطاع الطاقة، حيث قدمت الحكومة دعماً مالياً ولوجستياً كبيراً للحكومة المحلية لإنهاء المشاريع المتأخرة وإطلاق مشاريع جديدة. هذا التركيز يأتي ضمن جهود أوسع لتعزيز الاقتصاد الوطني، حيث أجرت الحكومة جولات ميدانية في مختلف المحافظات لصياغة خطط مخصصة تتناسب مع الواقع الخدمي والاقتصادي لكل منطقة.
في الجلسة ذاتها، التي انعقدت في مضيف رئيس مجلس شيوخ عشائر الأنبار، الشيخ حميد تركي الشوكة، قدم السوداني تهاني حارة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، داعياً إلى انتشار الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العراق، وطالباً الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى الذين ساهموا في حماية الوطن. أبرز دور العشائر في تعزيز التلاحم الاجتماعي ومواجهة التحديات، خاصة في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الاستقرار الحالي يعود إلى تضحيات الأبطال. كما أكد السوداني على سعي الحكومة نحو تحقيق مزيد من البناء والإعمار، مع وضع خطط محددة لكل محافظة لتلبية احتياجاتها، بما في ذلك مشاريع التنمية الشاملة في الأنبار.
تعزيز التنمية والاستقرار في الأنبار
بالإضافة إلى التركيز على مشاريع الطاقة، أوضح السوداني أن الحكومة تعمل على إبعاد العراق عن دوائر الصراعات الإقليمية، مع الدفاع عن مصالح البلاد من خلال مواقف مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. في هذا الصدد، أكد على دور العراق الريادي من خلال رئاسته للقمة العربية والقمة التنموية، مما يعكس التزام البلاد بالتعاون الدولي لتحقيق السلام والتطور. كما تطرق إلى الرؤية الشاملة لمواجهة التحديات، حيث وضعت الحكومة حلولاً لملفات متعددة، بما في ذلك تعويض ذوي الشهداء والجرحى، مع توجيه اللجان المعنية للإسراع في حسم هذا الملف. وفيما يتعلق بأزمة شح المياه، أعلن السوداني أن الحكومة وضعت آليات وخططاً لمواجهتها، مما يعزز الجهود في تحسين الخدمات الأساسية.
علاوة على ذلك، أبرز السوداني جهود الحكومة في إصلاح الهيكل الاقتصادي، مع طرح مشروع طريق التنمية الاستراتيجي، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون مع الأصدقاء والأشقاء من خلال رؤية تتضمن تشابك المصالح. هذا العمل يحظى بدعم من القوى الوطنية والعشائر، مع التطلع إلى دور أكبر في المستقبل. يتجاول هذا النهج بين التنمية المحلية والقضايا الإقليمية، حيث يؤكد السوداني على ضرورة تفعيل مشاركة المجتمع المحلي في صنع القرارات، خاصة في مناطق مثل الأنبار التي تواجه تحديات متعددة. بفضل هذه الجهود، تهدف الحكومة إلى تحقيق نمو مستدام يعزز الاستقلال الاقتصادي ويحسن مستوى معيشة المواطنين، مع الاستفادة من الدروس المستفادة من الماضي لمواجهة المستقبل بشكل أفضل.