أبوظبي تحتفي بالحجاج بأزهار الترحيب

أبوظبي تستقبل الحجاج بالورود

صحيفة الخليج – أبوظبي

في مشهد يجسد التراث العربي والروح الإسلامية الأصيلة، أصبحت عاصمة الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي، رمزاً للترحيب الحار بالحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم. ومع اقتراب موسم الحج السنوي، الذي يمثل ركناً أساسياً من أركان الإيمان الإسلامي، شهدت المدينة حملة واسعة لتزيين شوارعها ومطاراتها بالورود الزاهية، مما يعكس التزام الإمارات بتعزيز الضيافة والتسامح.

حملة الترحيب: مزيج من الجمال والرسالة الإنسانية

بدأت حملة "أبوظبي تستقبل الحجاج بالورود" منذ أيام قليلة، برعاية من حكومة أبوظبي وتعاوناً مع وزارة الثقافة والسياحة. تم تزيين المطار الدولي في أبوظبي بأكاليل من الزهور الطازجة، مثل الورود الحمراء والزهر الأبيض، الرمز الذي يعبر عن الفرح والسلام. كما تم وضع كميات كبيرة من الزهور في المواقع الرئيسية مثل شارع الشيخ زايد وحدائق القرية، ليستقبل الحجاج بهذه اللمسات الجمالية التي تعزز شعورهم بالأمان والراحة بعد رحلة طويلة.

يقول سعادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في تصريح له: "إن استقبال الحجاج بالورود ليس مجرد إجراء رسمي، بل هو تعبير عن هويتنا الإسلامية وقيمنا التي تؤكد على الضيافة والتعاون. نحن في الإمارات نرى في كل حاج زائراً يحمل رسالة سلام، ونحن ملتزمون بتقديم أفضل الخدمات لضمان تجربة روحانية آمنة". هذا التصريح يعكس الرؤية الاستراتيجية للإمارات في جعلها وجهة مفضلة للحجاج، خاصة مع التحسينات التي شهدتها البنية التحتية في السنوات الأخيرة.

الجوانب الثقافية والسياحية للحملة

ليس الاستقبال بالورود مجرد فعل جمالي، بل يحمل دلالات ثقافية عميقة. في التقاليد العربية القديمة، كانت الزهور رمزاً للترحيب والكرم، مما يرتبط بالقيم الإسلامية التي تشجع على احترام الضيف. وفقاً لمصادر من وزارة الثقافة، تم اختيار أنواع الزهور بعناية لتكون مستدامة بيئياً، حيث تأتي معظمها من مزارع محلية في الإمارات، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز الالتزام بالتنمية المستدامة.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت هذه الحملة في تعزيز قطاع السياحة الدينية في أبوظبي. مع تزايد عدد الحجاج الذين يمرون عبر الإمارات، وصل إلى ملايين الزوار سنوياً، أصبحت المدينة محطة استراحة أساسية قبل الوصول إلى مكة المكرمة. يشير تقرير صادر عن هيئة السياحة في أبوظبي إلى أن هذه الإجراءات ساهمت في زيادة حركة الزوار بنسبة 15% مقارنة بالعام الماضي، مما يعزز من دور الإمارات كجسر ثقافي بين الشرق والغرب.

تأثير الحملة على المجتمع والحجاج

من جانب الحجاج، عبّر العديد منهم عن إعجابهم بهذه اللمسة الإنسانية. قال الحاج أحمد من مصر، الذي وصل مؤخراً إلى المطار: "لقد شعرت بالدفء والترحيب منذ اللحظة الأولى. الزهور ليست مجرد أزهار؛ إنها رسالة تقول إننا في مكان آمن ومحترم". هذه الاستجابات الإيجابية تعزز صورة الإمارات كدولة حديثة تحافظ على تراثها، وتساهم في بناء جسور من الثقة بين الشعوب.

في الختام، تشكل حملة أبوظبي لاستقبال الحجاج بالورود نموذجاً مشرفاً للتوازن بين التقاليد والتطور. في ظل التحديات العالمية، يؤكد هذا الحدث أن الإمارات مستمرة في لعب دورها كمنارة للسلام والتعاون، مضيفة لمسة من الجمال إلى رحلة الحج التي تبقى أحد أعظم الرموز للوحدة الإسلامية. ومع اقتراب موسم الحج، يبقى السؤال: كيف ستستمر الإمارات في تعزيز هذه المبادرات لتكون أكثر شمولاً وتأثيراً؟

تاريخ النشر: 15 ذي القعدة 1445 هـ
(هذا المقال للأغراض الإعلامية والتعليمية فقط، ويستند إلى سياق عام. لمزيد من التفاصيل، يرجى الرجوع إلى مصادر رسمية.)

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *